الجمعة، 3 يناير 2014

"الدين والتدين و..."

الشيخ ابراهيم ولد مامون
"الدين والتدين و..."
إذا ما حكمنا علي العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمداً كان من أعظم عظماء التاريخ؛ فلقد أخذ علي نفسه أن يرفع المستوي الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله، وقل أن نجد إنساناً غيره حقق ما كان يحلم به، ولم يكن ذلك لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين فقط، بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلي سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه، وكانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة صحراء جدباء تسكنها قبائل من عبدة الأوثان قليل عددها، متفرقة كلمتها، وكانت عند وفاته أمة موحدة متماسكة، وقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً سهلاً واضحاً قوياً، وصرحاً خلقياً قوامه البسالة والعزة، واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن ينشيء دولة عظيمة، وأن يبقي إلي يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم. "وول ديورانت". 
إن محمداً هو مؤسس ورسول. كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة. ويكفيه فخراً أنه أهدي أمة برمتها إلي نور الحق. وجعلها تجنح إلي السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال. خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح علي وجوههم طريق الرقي والتقدم. وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة "الروائي الروسي (تولستوي)".
كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط، ولم أجد دينا يسير مع المدينة أني سارت سوي دين الإسلام. "الكاتب والأديب البريطاني (هربرت جورج ولز)".

إخوتي وأخواتي في الله العنصرية لزمة الإنسان منذ أن وضعه الله خليفة له في الأرض وكان قابيل أول عنصري وأناني حين أبى أن يزوج توأمته من أخيه هابيل، أرادها لنفسه وقتل أخاه ومن هناك بدأت العنصرية والأنانية ... العنصري هو الذي يرى نفسه متميزاً على من حوله ، يحق له ما لا يحق لهم، وهو معفى مما يجب عليهم، وأن يبني مجده على أنقاض الآخرين، وأن يبني غناه على فقرهم، وأن يبني عزه على ذلهم ...
إلى أن أنزل الله الأنبياء والرسل لهداية الإنسان ووضعه على المسار الصحيح ... حتى جاء الإسلام ...وقام بدوره...  
قال الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) "سورة الحجرات".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلكم بنو آدم وآدم من تراب) "أخرجه أبو داود والترمذي".
عن أبي هريرة ورواه الترمذي ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الناس سواسية كأسنان المشط) "أخرجه الديلمي عن سهل بن سعد".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فلا فضل لعربي على أعجمي ، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى) "رواه الطبراني عن ابي سعد".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وأيْمُ الله لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) "مُتَّفَقٌ عَلَيه".
يوم خرج النبي عليه الصلاة والسلام من قباء باتجاه المدينة وقف الأنصار داراً بعد دار ، عشيرةً بعد عشيرة ، يدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل بهم فكان يقول لهم : دعوها ، أيّ ناقته ، فإنها مأمورة.
امرأة تقمّ المسجد ، توفيت أصحاب النبي الكريم ظنوا أنها أقلّ من أن يخبروا بموتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تفقدها قالوا : ماتت يا رسول الله ، قال : هلا أعلمتموني؟ وقام إلى قبرها وصلى عليها صلاة الجنازة استثناءاً من أحكام صلاة الجنازة هي في قبرها صلى عليها .
ما عاشر النبي صلى الله عليه وسلم واحد إلا وهو يظن أنه أقرب الناس إليه.
كل واحد ممن التقى مع النبي صلى الله عليه وسلم يظن أنه أقرب الناس إليه.
لما فتح الفرنجة القدس ذبحوا 70 ألفاً ، فلما فتح صلاح الدين القدس لم يرق قطرة دم واحدة ...
إلى هذا ليوم 03 في هذا لشهر 01 وهذه السنة 2014 وفي هذه اللحظة 19:48:55 في هذه الدولة "موريتانيا" وهذه المدينة "انواكشوط" مازال الإنسان موجودا ومازالت العنصرية ملازمة له، بدءا بالعرق إلى القبيلة، ومن القبيلة إلى الفخذ، ومن الفخذ إلى الأسرة ومن الأسرة إلى الفرد....
حينما تخص إمرأة إبناً ولا تخص أخاه فقد ميزت الأول على الثاني ... هذه عنصرية وهذا غير وارد فيها ... "المثل الحساني : اللي أحن من الام كهّان"...
 إذا كيفا بكم يا إخوتي الكرام أن تتوقعوا مساواة بين شخصين أو قبيلتين أو عرقين في غير صف في المسجد أو في بيت الله الحرام ؟؟؟ !!!
الإنسان إما أن يكون متصلاً بالله فهو إنساني ، وإما أن يكون منقطعاً عنه فهو عنصري .
إخوتي الكرام ... الغلو في الدين حرام --- قال عز وجل : "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والغلو . فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو " .رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس ... --- فما بالكم بالغلو في العنصرية ... وكان صاحب المقال "الدين والتدين ولمعلمين" عبرة لمن ............
أعاذنا اله وإياكم من الردة والإساءة لحبيب ونبي الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم والغلو والعنصرية والأنانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق