السبت، 26 أبريل 2014

أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر السياسة

أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر السياسة

الدكتور الشيخ محمد المختار الطلبه
 أممية التنظيمات الدينية قد لا تكون عائقا لدى بعض الوطنيين في قبول التعامل مع تلك التنظيمات حتى وإن كانوا يدركون بأن الأخ التنظيمي لأولئك هو أقرب وأعز من الأخ الوطني ، لأن هذه النزعة الدينية تقابلها النزعة القومية في الأحزاب اليسارية،
إلا أن ما تختلف فيه تلك التنظيمات الدينية هو انصهارها في بوتقة تفكير الشخص الواحد، وتقديس أوامره ونواهيه بغض النظر فيما إن كانت تلك المواقف قد تتعارض مع توجهات بقية النخب الأخرى في الوطن وتطلعات الجزء الآخر من الشعب الذي لا يدين بالولاء لذلك التنظيم. ومن هنا جاءت فكرة الدكتاتورية الدينية (الدولة=التنظيم) ب! حيث لم يعد هناك فرق بين أسس هذه الثنائية الدكتاتورية التي تغلف نظام الحكم في هذه الأحزاب مع تمأسس الثنائية الشهيرة في الدكتاتوريات الحزبية (الحزب=الدولة) لقد فهمت التنظيمات الإسلامية باكرا ان أقرب الطرق التي توصل إلى العاطفة الإنسانية هي توفير سبل العيش الكريم للبطن الجائع ، وهذا مبدأ قرآني،وهو عمل خيٍِر يذكر لهم ويشكرون عليه ، لكن المشكلة تقع عند ما يحاولون استغلال ذلك المعروف في السيطرة على بقية أجزاء المجتمع الأخرى التي لا ترى لهم تلك الأفضلية ، فينقلبون من عمل الخير لوجه الله إلى مخالطة الغير فيه . ولنأخذ حزب تواصل في موريتانيا نموذجا ، حيث أن هذا الحزب سار على منوال سابقيه بانتهاجه للعمل الخيري كمطية للوصول إلى السلطة وذلك بافتتاحه لبعض المشاريع الخيرية في عدة أماكن من الوطن وإن كان تركيزه منصبا على أما كن محددة من الوطن ، مستغلا بعض المآخذ السياسية لدى ساكنة تلك المناطق على التوجه الذي سلكته بعض الأنظمة التي حكمت البلد سابقا ، ولم تكن جمعية المستقبل إلا أداة من تلك الأدوات . والدولة لم تكتشف نوايا تلك المؤسسات الخيرية عند إغلاقها ، وإنما لم يكن خافيا عليها الدور الذي تريد ان تلعبه في المستقبل إلا أنها كانت تخشى أن توصم من أغلبية الشعب الموريتاني بأنها مناع للخير، لكن وكعادة الإسلاميين في استعجالهم لحصاد النتائج قبل نضوجها وفرت للدولة فرصة للانقضاض على تلك المؤسسات بحجة خروجها عن ما تنص عليه اتفاقية تأسيسها. ولأن العمل الخيري لهؤلاء ينقلب من كونه يقصد به الجزاء الأخروي إلى مخالطته بالبحث عن المصلحة الدنيوية والتي كلما اشتد عود هذا التنظيم الديني أو ذاك ، أصبحت الأولوية للأخير وتغلبت المصلحة الدنيوية على المصلحة الأخروية ، فإنك تجد أشد ما يزعج هؤلاء هو محاولة طرف آخر خارج عن منظومتهم الحزبية أو المحسوبة عليه، انتهاج نفس الأسلوب في محاولة غزو الشارع وترك بصمة له في المجال الخيري أو الدعوي، ومنازعتهم في لقمة عيشهم كما يقال، فما بالك إذا كان ذلك الطرف هو الدولة ، مع فارق القوة والتجهيزات حيث بإمكانها وخلال ساعات تقديم ما قدمه ذلك الحزب ومن يدعمه ! خلال سنوات. وهذا ما كان يزعج تواصل في توجه رئيس الجمهورية من خلال أمره بطباعة المصحف الشريف وبناء جامع كبير ، وتقريب العلماء الغير منضوين تحت راية الحزب ، والجميع يتذكر هجوم نائب رئيس حزب تواصل محمد غلام على العلماء الذين ترشحوا في حزب الفضيلة للنيابيات ، أو الذين أعلنوا دعمهم للنظام الحاكم في تلك الانتخابات . إلا أن ما أفاض كأس تواصل من التوجه الديني للنظام هو افتتاحه لقناة المحظرة ، حيث أن من يوصفون بالإسلاميين يعرفون قيمة الإعلام المرئي وأهميته في ترسيم توجهات الرأي العام ،والذي كان يظن بأنه قد حاز السبق فيه بل واحتكاره من خلال قناة الم! رابطون ، فبمجرد افتتاح تلك القنوات! جن جنون أولئك وخرجوا في مظاهرات فوضوية في نفس اليوم الذي تم افتتاح فيه المحظرة من قبل السيد الرئيس، في محاولة يائسة منهم للتغطية على الإنجاز التاريخي الذي تحقق لأول مرة من خلال نظام سياسي حاكم للبلد ، إلا أن ما لم يتوقعه أولئك في ثورة طيشهم تلك هو أن السحر قد ينقلب على صاحبه. وهذا الصدام بين الأحزاب الدينية هو نفسه الذي شهدته تركيا بين فتح الله غولدن وحزب العدالة والتنمية التركي في الأشهر الماضية إلا أن الفارق في هذه المسألة هو أن الحزب الديني هو الدولة، فعندما نجح فتح الله غولدن في تأسيس إمبراطوريته التعليمية والتي انتقلت مع الوقت إلى مجالات أخرى كان شعاره الذي استطاع من خلاله الإبقاء على هذه الإمبراطورية سواء أثناء الحكم العسكري أو بداية الحكم الديني لتركيا، وتمدد تلك الإمبراطورية لتشمل أغلب أصقاع المعمورة بما فيها موريتانيا ممثلة في المدرسة التركية كان شعاره هو ( أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر السياسة) وعن! دما حاد عن هذا الشعار وحاول أن يستثمر توغل خريجي مدارسه في شتى المجالات الوظيفية في تركيا ، بدأ الصدام مع مؤسسة الدولة ، وبدأت بعد الانتخابات الأخيرة في محاولة تفكيك تلك الإمبراطورية وتفريغها من قوتها الاقتصادية التي تؤثر بها على الرأي العام ، والسبب لأن ذلك العمل الخيري والدعوي لم يعد يعمل في إطار التوجه السياسي لحزب العدالة والتنمية.

الدكتور "ولد بتار" الشيخ محمد المختار الطلبه

الجمعة، 4 أبريل 2014

علويين "إدوعلي برينه"

علويين "إدوعلي برينه"

معلومة : قرى علويين "إدوعلي" برينه  6 قرى كلهن إداريا تابعين لبلدية "برينه" ومقاطعة "اركيز" إلّا "النباغية" وحدها فهي بلدية تابعة لمقاطعة "بتلميت".
وهن تابعين إداريا لروصو - ولاية "اترارزة".

القرى : برينه - الرباط - ببكر - معطى مولانا - تمبيعلي - النباغية.

الأحد، 30 مارس 2014

طلعه رائعة من النسيب للدكتور العلامة محمد المختار ولد اباه


طلعه رائعة من النسيب للدكتور العلامة محمد المختار ولد اباه

بسمن حـال تنس ذلفـــــات == من دهرك يالعكل افحومات
لمسايل من ساحل جوخات == هذا نسـيــــــان مــــاه صـاح
وابطـــاح اكــويلــيد اللكــــات == لعـــويج من كبلت لبطـــــاح
وامبـــلاج أراص آكــــــــلال == والدخله من كــد ام اجنـاح
ســـــولتك عنهــــم يالـــــدلال == كانك ناسيهـــــــم والل راح ؟

الثلاثاء، 18 مارس 2014

براءة الشيخ التجاني عن ما نسب إليه

براءة الشيخ التجاني عن ما نسب إليه زورا وكذبا والتعريف أكثر بالطريقة التجانية ، علي لسان الشيخ محمد الحافظ التجاني المصري
هذا خطاب مولانا العارف بالله سيدي محمد الحافظ المصري التجاني رضي الله عنه، نشرته مجلة الفتح الصادرة في القاهرة العدد 418 بتاريخ : الخميس 16 رجب 1353
قال رضي الله عنه وأرضاه بعد الحمد والصلاة والسلام على رسول الله
إني أعلن أننا لا نعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أمِرَ بتبليغه ، ومستحيل أن يُؤمَر بتبليغ ورد أو صلاة الفاتح أو غيرها أو بيانِ فضلها فيكتم شيئاً من ذلك ، ومن أعتقد ذلك فهو كافر بالله ورسوله لا يُقبل منه صرف ولا عدل ، ولا أدري كيف يعقل أن يكون قد كتم الورد وهو الاستغفار والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأي صيغة ولا إله إلا الله . وصلاة الفاتح موجودة قبل الشيخ ( أي أبي العباس التجاني ) مشهورة فلا يصح بحالٍ كونـُها ادّخِرَت له ، ولم يثبت ذلك عنه .
ولا نعتقد أن هنالك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تشريعاً بأي وجه من الوجوه ، وما جاء به صلى الله عليه وسلم مستحيل أن ينسخ شيء منه أو يزاد شيء عليه ، ومن زعم ذلك فهو كافر خارج على الإسلام .
وإننا وإن قلنا بجواز أن يرى الوليُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة إلا أننا نعتبر حكمها حكم رؤية النوم الصحيحة سواء بسواء ، ولا يعوّل فيها إلا على ما وافق شرعه صلى الله عليه وسلم ، وليست مشاهد الأولياء بحجة وإنما الحجة هي الشريعة المحمدية . أما تلك فمبشرات مقيدة بشرعه الشريف : ما قبـِله منها قبلناه وما لم يقبله فمذهبنا فيه حسن الظن فنحكم عليها حكم الرؤيا المؤولة ، ولا نشك أن معظم الرؤيا يحتاج إلى التأويل . وإنما رجحنا حسن الظن لأن المؤمن الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شحيح بدينه حريص على متابعته نستبعد عليه أن يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ واليقظة في ذلك كالنوم ـ وهو يقرأ قوله عليه الصلاة والسلام : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) . ولا نخص واحداً من الصالحين بذلك بل هو عندنا عام في كل ما ينقل عنهم ، وكم نقِلَ عن الشيوخ من الموهمات والشطحات سواء في ذلك طريقة مولانا الشيخ عبد القادر وغيرها . وقد اعتذر لهم العلماء وردوا الوجهَ المخالف . ولا تخلو كتب أي طريقة من موهماتٍ وشطحٍ كلها مؤول . ولا نعتقد أن مجرد رؤية أحد من الصالحين كافية في نجاة المرء وإنما ينجيه الإيمان والعمل الصالح ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) . ونرى أن الاجتماع بالصالحين مع صدق المحبة يجر إلى الصلاح غالباً ولذلك حث الشرع على صحبتهم وبيّن أنها من أسباب التوبة ، وحديث الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً ثم طلب التوبة فدله حبرٌ على بعض الصالحين ليصحبهم فأدركه الموت قبل أن يصل إليهم فرحمه الله وقبـِله ، ثابتٌ في الصحيح . وحديث الجليس الصالح كذلك .
ونعتقد أن من أعظم الكفر أن يعتقد أحد أن صلاة الفاتح أو غيرها من الصلوات عليه صلى الله عليه وسلم تعادل في الفضل أية ءايةٍ من القرءان ، فكيف تفضلها ؟! فكيف بسورة ؟! فكيف به كله ؟! ولا نعتقد أنها من القرءان كما زعم من زعم ، ولا من الحديث القدسي ولا من أي قسم من وحي النبوة ، فإن ذلك قد انقطع بلحوقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى . والمذكور عندنا أنها من الإلهام الثابت للأولياء .
ولا نعتقد أنها تساوي الكلمة الشريفة ” لا إله إلا الله ” . وحاشا الشيخ أن يقول بنسخ الذكر بالأسماء فذلك باطل ، فنحن ولله الحمد نذكر الله عز وجل بأسمائه ونحافظ على التسبيح والتحميد وقيام الليل وسائر النوافل والأذكار الواردة في الشريعة ونحث عليها . ولا نعتقد أن مجرد أخذ الورد يُدخلُ أحداً الجنة بحسابٍ أو بغير حساب فإن شرطَه المحافظة على الأوامر الشرعية كلها علماً وعملاً . وما هو الورد : استغفار وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله بعد القيام بالواجبات التي أوجبها الله تبارك وتعالى .
ولا أن الشيخ التجاني ولا أحداً من غير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ مرتبة أصحابه صلى الله عليه وسلم . فكيف بالأنبياء عليهم السلام فكيف بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
والولي مهما سمت رتبته مستحيل أن يبلغ في العلوم الإلهية مبلغَ أي نبي ، ومن زعم ذلك فهو ضال مضل . ونعتقد أن من الضلال أن يأمن العبد مكر الله تبارك وتعالى مهما توالت عليه المبشرات ، ومن اتكل على عمله أو نسبته إلى أي شخص وترك العمل فذلك ءاية الخسران المبين والعياذ بالله تعالى .
ونعتقد أن من أشنع الشرك أن يعتقد أحد أن لأي أحدٍ كان مع الله تصرفاً ، أو من دونه سبحانه وتعالى . وإنما نقول أن العبد قد يصل إلى مكانة من المحبوبية لدى ربه عز وجل بحيث يتصرف الحقُ فيه فيربط على قلبه فلا يسأله إلا ما سبقت به إرادته الأزلية سبحانه ، وهذا الذي نفهمه في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرّه ) وفي الحديث القدسي ( وإن سألني لأعطينه ) وهذا غالباً ، وإلا فقد يسأل ربَه عز وجل ولا يعطيه لأن ما شاء الله كان لا ما شاء غيره .
ونعتقد أن الله سبحانه لا يأمر بالفحشاء ولا الظلم ولا الكفر وإن كان لا يقع في ملكه إلا ما يريد .
وأن الكفار أعداء الله كما قال سبحانه ( إن الله لا يحب الكافرين ) وإن كان وجودُهم وعذابُهم مراداً له سبحانه ، وحاشا أن يكون عذابهم عبثاً إنما هو عين العدل والحكمة ، وإنهم قد حق عليهم قوله عز وجل ( أولئك يئسوا من رحمتي ) ( خالدين فيها أبداً لا يخفف عنهم من عذابها ) فعذاب الكفر لا يخفف ، قال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
ولا تجب العصمة إلا لنبي ، أما الأولياء فتجوز عليهم المعاصي كلها- [( أي غير الكفر)]زائدة- وقد يحفظ الله من شاء من المعصية منهم ولا يجب ذلك في حق غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
وإن من اعتقد في الله عز وجل حلولاً أو اتحاداً أو اعتقد أن مخلوقاً هو ذات الله أو فيه صفة من صفاته أو شبهه بخلقه أو شبّه خلقه به أو أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة أو أوّله إلى صورة تخالفه كمن يقول بتناسخ الأرواح ويزعم أنه البعث ، أو اتبع رأياً من ءاراء المبتدعة فهو ضال مضل .
وخلاصة عقيدتنا في الأصول ما عليه السلف الصالح والخلف من أهل السنة والجماعة من الفقهاء والمحدثين والصوفية وما عليه الأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل وأصحابهم في الفروع . ونسلم للسادة الصوفية قاطبة مع وزن أقوالهم وأعمالهم وأحوالهم بالشريعة ، فما وافقها أقررناه وما كان يحتمل الموافقة والمخالفة حسّنـّا للظن فيهم وحملنا حالهم على الوجه الموافق ووكلنا أمرهم إلى الله العليم بما في القلوب ، وقد نُقلت عنهم شطحات لا يتابَعون عليها ولا يُقتدى بهم فيها . وما لا يحتمل رددناه فإنه لا نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشريع ، ومن أوجب العصمة لأحد بعده فهو من المبتدعة الضالين ، ولا نصنع كما يصنع أهل البدع والأهواء يؤولون كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكلام زعمائهم فيجعلون كلامهم أصلاً ويردون إليه الكتابَ والسنة .
وإنما الأصل عندنا الكتاب والسنة ، وكل ما أوهم خلافهما من كلام العارفين وإن وجد في كتبنا فهو مؤول لا يحمل الوجه المخالف لهما . وقد دُسَّ على الأنبياء والصالحين وكُذِبَ عليهم أو أساء الناس فهمَ كلامهم ـ حتى من أصحابهم ـ فنقلوه محرفاً وقد حذروا من ذلك . وقد رأينا السلف الصالح من العلماء يتثبتون ولا يسارعون بالتكفير والتضليل .
وقد سئل الشيخ التجاني : هل يُكذَب عليك ؟ قال : نعم ، إذا سمعتم عني شيئاً فزنوه بميزان الشرع فما وافق فاعملوا به وما خالف فاتركوه وإني لعلى يقين أن كل تجاني يبرأ إلى الله عز وجل من جميع تلك العقائد الزائفة وأمثالها ، ولولا الأغراض الشخصية والخصومات لما اتهم أحد من أهل الطريقة بذلك فقد برأهم الله منها حتى عوامهم . فكيف بمثل الرجل الفاضل الذي له اليد الطولى في خدمة الإسلام خدمةً يشهد لها خصومه .
وما من فرد في هذه الطريقة كبيراً كان أو صغيراً إلا وهو يعلن براءته من تلك الأباطيل . وقد تلقينا عن مشايخ هذه الطريق ـ وهو المنصوص عليه عن صاحبها نفسه ـ أن كل ما ينسب إلى الشيخ بفرض صحة نسبته إليه سواء وُجد في كتبه أو لم يوجد وكان ظاهره مخالفاً لنص الكتاب أو السنة أو إجماع الأمة المحمدية فهو مؤول ويحرم الأخذ بظاهره ، ويجب حمله على وجه يلتئم مع الشريعة . وقد قام علماء الطريق ببيان تأويله الموافق للشريعة حتى لا يضل أحد بحمله على الوجه المخالف . وما لم تصح نسبته إليه فلا يعول على شيء منه بحال . وقد بلغنا أن بعض خلفاء الطريق أحرق بعض ما ينسب للشيخ من الفضائل المختلفة التي تتنافى مع السنة المحمدية وأمر بإحراقها حيثما وجدت . وهل من منصف يستطيع أن يبين لنا معنى لتتبع تلك الموهمات ـ حتى كأنه ليس في الطريق غيرها مع أنه لا خلاف بين أهل الطريق في أنها مؤولة ـ وترك الصريح البيّن من الدعوة إلى الله عز وجل والعمل بالكتاب والسنة والتمسك الشديد بهما وهو الذي عليه العمل وحده عند كل فرد من أهل الطريقة ؟ وحيث أن تلك العقائد المخالفة بحذافيرها لا خلاف بيننا في بطلانها ونحن متفقون على البراءة من كل من يعتقدها كلها أو بعضها ، فلم تبق إلا الخلافات الشخصية وليست خلافاً جوهرياً .
فإن كان هذا النكير غيرةً على الدين حقيقة فلا يوجد أحد ـ فيما نعلم ـ يعتقد تلك العقائد من التجانيين فهو جهاد في غير عدو . ومن نسب إلى الطريقة التجانية أي عقيدة من تلك العقائد أو غيرها مما ينافي العقيدة الإسلامية فهو كاذب . وصح عنه صلى الله عليه وسلم : ( ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها إن كان كافراً وإلا يكفر بتكفيره ) .
أما موالاة أعداء الإسلام فقد حرمها الله عز وجل فلا ريب أن كل داع إلى الله حقاً يبرأ منها وإن صح أن أحداً من أهل الطريق والاهم والعياذ بالله فالتبعة ملقاة على عاتقه وهو إذ ذاك مخالف للشيخ صاحب الطريق ولأصول الصوفية وأهل الدين كلهم ، ومن أقر موالاته لهم فهو شريك له .
وإننا ندعو المسلمين قاطبة إلى التمسك بالحق والسعي لتقوية الرابطة الدينية وإزالة أسباب الخلاف بينهم بالحسنى ومن لم يستطع منا أن يعلن عداءه لأعداء الله عز وجل فلا أقل من أن يتقي الله فلا يعينهم على إذلال المسلمين .
وإني أختم كلمتي بأن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق من العلماء أهل الدين من يكون رسول سلام بين الأمة فيجمع كلمتها ويوجهها إلى سبيل التضحية لله ولدينه فنعمل تحت راية الحق جميعاً جنباً لجنب .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ محمد الحافظ التجاني المصري
الزاوية التجانية ـ مصر 

الخميس، 6 مارس 2014

تعرض السيناتور أحمد ولد سالم لمحاولة اغتيال

عاجل
للأسف تعرض اليوم صباحا بعد صلاة الصبح وهو عائد من المسجد إلى منزله السيناتور أحمد ولد سالم ضربة على رأسه بآلة حادة.
فيما لم يعرف بعد الأسباب الحقيقية وراء الهجوم على السيناتور إن كان محاولة اغتيال.
السيناتور هو الآن بالمستشفى الوطني بانوكشوط مصاب بإصابة بالغة.
اللهُم اشفه شفاءاً تاما لا يغاد سقماً، اللهم رب الناس اذهب البأسَ واشفِ أنت الشافي لا شفاءاً إلا شفاؤك، شفاءاً لا يغادرُ سقماً
اللهُمَّ قوه على ضعفه وأضعف من ضعفه، اللهم ألبسه ثوبَ العافية عاجلاً، وأعده إلى عائلته وأهله وأحبابه سليما معافا

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

Mercy to all the worlds


Mercy to all the worlds
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
“And We have not sent you (O Muhammad) except as a mercy to all the worlds.”

About a month ago, an ignorant imbecile, 'ould mkhaytri' wrote rude, crude, and unbelievable things about our beloved Prophet Muhammed (PBUH). I couldn't believe what I heard until I read it myself from his vile facebook profile. He questioned the mercy of the most merciful being. He questioned the modesty and honesty of the kindest being. It never crossed my mind that a person brought up in an 'Islamic Republic' could ever dare to write or even think of such things. When the ugly reality slapped me in the face, when the bitter truth came out, I couldn't help but stand in despair and agony. I was shocked to the extreme. Still, I expected that in this “Islamic Republic of Mauritania” action would be took immediately. I was certain that the first week of this crisis wouldn't end without the man being killed. It is undeniable that this a scandal. A week goes, then two, time keeps going, yet this criminal hasn't faced the consequences for his wicked act. He should have been executed the first minute. I don't see any reasonable excuse for it to take so long for his execution to take place. I don't believe that any Muslim with any ray of faith in his heart can read what this animal wrote without feeling pain. This is intolerable. I don't know why many of our people are still so calm. Yes, some people protested in the streets. A number of people expressed their anger toward this painful act, but, can any Muslim honestly believe that this enough? The number of people who protested in the streets are nothing compared to the population of the people in the city. How can any Muslim peacefully sleep at night while the man who disrespected our Prophet is still alive? How can anyone be strong enough to be able to live in this so called 'Islamic' country where our Prophet is disrespected in daylight? We go to work or to school and come back, our daily routine did not change. It is as if nothing happened. If your are strong enough to hide the pain and pretend as if nothing happened, I am not. I am unable to sit back and watch and bleed in silent. Is the reason for these widespread stone hearted people is that they believe 'ould mkhaytri'? Is it that they do not have the answers to his false accusations? If that is the case, then I guess it is my obligation (as it is to any other Muslim) to answer these wicked accusations.
First, he talked about the Prophet's daughter “Zainab”. He dared to say that the merciful Prophet has prejudice against people. He dared to say that he favored his daughter's husband over the rest of the non-muslim prisoners. When, Zainab's husband, 'Abulas Ibn Alrabi', was captured, she sent her necklace (which her mother Khadijah gave her) as a ransom. Abulas was not like any of the other prisoners. He never hurt the Muslims in any way. The Prophet's wife, Khadijah, was Abulas' aunt. This alone should be enough to distinguish him from the other prisoners. He was never an enemy to Islam or the Muslims. So, it is impossible to compare him to the other prisoners. In addition to that, it is known in Islam that any Muslim (regardless of who he/she is) can vouch, secure, and guarantee a non-muslim, thus saving their like or giving them freedom., which was what Zainab did So, it was needless for Zainab to give away her necklace in the first place. Regardless of all that, the Prophet still consulted his companion and left the choice to them. If there was ever any prejudice, Abulas wouldn't have been captured in the first. Of course, we all know that he accepted Islam shortly after. Everyone knows the Prophet's famous saying when it comes to stealing. In Islam a thief's punishment is for his hand to be cut off, the Prophet always swore that even if his daughter, Fatima, stole he would punish her the same way. We all know how much he loved Fatima, yet he treated he just like any other Muslim, without any prejudice. So, I answered the first accusation (which was answered centuries ago by the Prophet's beautiful manners), I will move on to the next. Second, the animal talks about “Wahshy” and “Hend”. It is famous between people that Wahshy was hired by Hend to kill the Prophet 's uncle Hamza. This is completely false. No one hired wahshy to kill Hamza, he did it for himself, then he brought him to Hend. So, out of anger and revenge Hend bit from Hamza's liver. She, later accepted Islam and was warmly welcomed by the Prophet and the Muslims. The animal accused the prophet of accepting Hend's Islam but not accepting Wahshy's. He made this accusation because Wahsy was black and Hend was from the Prophet's people. This completely false. Wahshy was accepted into Islam just like Hend. When the Prophet expelled Wahshy, it was not for his skin color nor was it for the fact that he killed his uncle. It was not for anything that he did before his Islam. Islam wipes away all the sins before entering it. The Prophet's anger towards Wahshy was for his actions after Islam. He accepted Islam, yet, he became a drunken man doing all the forbidden things. The Prophet is never angry unless it is for the Almighty Allah's anger. The animal turned the truth into a lie and a racial issue. Race never had to do with anything. The Prophet was the first to bring equality between races. He made Bilal the first man to call for prayer. I don't see how race has to do with anything when it comes to Islam. Racism itself is a sin because it is out of arrogance and pride, which are deadly sins. I'll move on now to the third accusation. The animal accused the Prophet of preferring the people of Makkah to the Jews in Medina. So, I will talk about the story of the Jews of Medina. When the Prophet came to Medina, there were four Jewish tribes. The Muslim and Jews made a treaty and agreed to have peace. The Prophet told them that what belongs to the Muslims belongs to them, as well, and that what the Muslims have to do, they have to do, too. The Prophet made the Jews equal to the Muslims. He had the power and could have simply killed them all, but he didn't. But, the Jews, on the other hand, broke the treaty. They mocked a Muslim woman by stripping her clothes off of her. A Muslim man was angered by this sight. So, he killed the Jew, then the Jews killed him. So, the Prophet, instead of killing the Jews, he asked them to leave the city and to take with them whatever they want. Oh, how merciful our beloved is! So, the Jews, of course took with them everything they could, and what they couldn't take, they destroyed. The Prophet, instead of expelling all the Jews from Medina, he only expelled the tribe that broke the treaty. Later, another tribe conspired to Kill the Prophet, so when Allah showed him the truth, they confessed shamelessly. So, they were expelled as well. They, too, were allowed to take with them whatever they wished, except arms, since the other tribe had took with them arms and were planning to rouse the arabs against the Muslims. Later, only one tribe of Jews was left in Medina, the rest all betrayed the treaty. Shortly after, the Jews and the Arabs of Makkah were planning war against the Muslims in Medina. The muslims built some sort of fortresses against their enemies but they didn't built any against the Jews in Medina, because they trusted them. Later, the Jews in Medina were influenced by the other Jews and Arabs, so they conspired against the Muslims. So, the Muslims were weak and sieged by their enemies from everywhere. Later, the Jews and Arabs outside had conflicts and distrust between each other and failed. The tribe of Jews inside, were still there, however. So, of course the Muslims could no longer trust this tribe. So they killed any male who had reached puberty and prisoned their women. This is the only reasonable response in this situation. After all, it was Allah's order. So, these Jews cannot be compared to the Arabs in Makkah. When, the Prophet came to Makkah and freed the Arabs, it is not because he preferred them. No, it is because they accepted Islam and were not to be feared for any potential danger. The Prophet made us all equal. He never preferred or differed people based on race or their relationship to him. After all, his uncle Abu Laheb is punished in hell now. When his other uncle, Abu Taleb, was on his deathbed, he asked him for just one word that he can use to save him on the day of Judgment. If the Prophet was anything close to prejudice, he would have claimed that his relatives would immediately go to heaven regardless of their believes. I have answered the ignorant imbecile's false accusations to our beloved Muhammed (PBUH). There are more cases than what I wrote that show the Prophet's mercy and honesty. In fact his life itself is mercy. A life that does not revolve around loving the Prophet is not worth living. A heart that doesn't pump his love to the rest of the body is a sick heart. His love flows in us like the blood in our bodies. 

Aichettou Toulba/Mauritania

صلى الله عليه وسلم
بما أنني وللأسف ليس لدي رصيد كاف من العربية لكي أوصل صوتي لكل موريتاني وكل مسلم أرجو ممن قرأ ما كتبت وهو متقن للغة العربية أن يترجمه.

ردا على مقال ولد امخيطير /عيشة بنت محمد ولد الطلبة


ردا على مقال ولد امخيطير /عيشة بنت محمد ولد الطلبة

أقدم أحمق جاهل يُدعى ولد امخيطيرعلى كتابة مقال بذيء ينسب فيه لجناب النبي [ص ل ع س] صفات تأبى الآذان عن سماعها. لم أستطع تصديق ما سمعت إلا بعد أن وقفتُ على المقال على صفحته الخليعة على الفيس بوك. شكك الغبي في رحمة وعدالة أكثر العالمين رأفة ولطفا. لم أستوعب ان شخصا تربى في الجمهورية الإسلامية يمكنه ان يجرُأ على كتابة مثل هذه الإساءة او أحرى أن تخطر له على بال. لقد تلقّيت صفعة على الوجه عنما ظهرت الحقيقة المُرة ولم أجد سوى أن أقف حائرة, شعرت بالصدمة إلى أقصى... حد. كنت اتوقع انه في مثل هذه الدولة
سيتم اتخاذ إجراءات سريعة ولن يمضي أسبوع على الحادثة إلا وقد سمعنا نبأ قتل هذا المسيء. ولا شك ان هذه فضيحة, ثم مض ىأسبوع آخر ولم تتوقف عقارب الساعة وما يزال هذا المجرم يحاسب على ما قدمت يداه. كان ينبغى أن يُعدم للتّو في أول لحظة ولا أرى أيّ مبرر للتمادي في عدم الإسراع في إعدامه. لا أرى أن أي مسلم في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من الإيما إلا ويعتصره الألم عند قراءة ما كتبه هذا الحيوان. لا يمكن التغاضى عن مثل هذا الفعل ولا أعرف لماذا البعض منا ما يزال هادئ الأعصاب..؟؟ نعم تظاهر المئات وجابوا الشوارع تعبيرا عن غضبهم وامتعاضهم مما حدث, لكن أعداد الحشود ضئيلة جدا مقارنة بالكثافة السكانية للمدينة. كيف لأي مسلم أن ينام مرتاحا وهذا المسيء مايزال حيا يُرزق؟؟؟ كيف لأي أحدٍ منا أن يقوَى على العيش في الجمهورية الإسلامية بينما تتم الإساءة والشتم للنبي [ص ل ع س] في وضح النهار؟؟ كل يوم نذهب إلى العمل والمدرسة ثمّ نعود لروتين حياتنا اليومية وكأن شيئا لم يحدث!!! إذا كنتَ تستطيع إخفاءَ الوجَع والتظاهر بعدم وجوده أصلا, فأنا لا. لا أستطيع ان أبقى جالسة اتفرّج في صمتٍ وقلبي ينزف دما. هل السبب وراء هذا الانتشار الواسع النطاق لهذه القلوب المتحجرة هو ان أص...حابها يصدّقون ولد امخطير في ما افتراه؟؟ وهل ذللك يعود إلى عدم توفّر ردود لدي...هم على اتهاماته الخاطئة؟؟ إذا كان الامر كذلك, فأعتقد انه من واجبي كما هو واجب أي مسلم الرد ُّعلى هذه الاتهامات: أولا: تحدث المسيء عن زينب بنت النبي [ ص ل ع س]وتجرّأ على اتهامه[ص ل ع س] بالتحيز إلى زوج ابنته من بين السجناء الكفار. عندما ألقي القبض على أبي العاص ابن الربيع أرسلت زينب قٍلادتها التي اعطتها خديجة كفٍدية له, و أبو العاص لم يصٍب المسلمين بأي أذىً.خديجة زوجُ النبي [ص ل ع س ]كانت خالة أبي العاص وهذا وحده يكفي لتمييزه عن السجناء ولم يناصب العداء للإسلام ولا للمسلمين. أضف إلى ذلك انه في الإسلام يحِقّ لأي مسلم بغض النظر عن لونه وعِرقه ضمان أسيرٍ أو تأمينه بفكّ أسره لإنقاذ حياته وهذا ما فعلت زينب[رض] لذلك لم تكن بحاجة إلى دفع قِلادتها اصلا. فالنبي [ص ل ع س] استشار اصحابه ماذا يفعل بالسجناء ووضع الخيارَ بين أيديهم. لوكان هناك تحيّز لما قُبِض على أبي العاص أصلا. بالتأكيد, تعلمون أن أبا العاص أسلم بعد ذلك بقليل. تعلمون أيضا أن النبي [ص ل ع س] أقسم في حدّ السرقة "وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" وتعلمون مكانة فاطمة في قلبه [ص ل ع س]. بهذا أكون أجبتُ على الاتهام الأول والذي اجاب عنه[ص ل ع س] بأسلوب لبِق منذو قرونٍ خَلت. ثانيا تحدث الحيوان عن قصة هندٍ و وحش, كما هو معلوم لديكم أن هنداً استأجرت وحشا لقتل حمزة عم النبي عليه الصلاة والسلام وهذا خطأ.لا أحد استأجر وحشاوإنما فعل فعلته من تلقاء نفسه وجاء بجثمان حمزة رضي الله عنه إلى هند, وفي لحظة من الغضب والرغبة في الانتقام عضّت هند بنواجذها على كبد حمزة. ثم أسلمت بعد ذلك وتلقّاها النبي صلى الله عليه وسلم بحفاوة عندما دخلت عليه لتعلن إسلامها. اتهم الحيوان ال...نبي صلى الله عليه وسلم بقبول الإسلام من هندوعدم قبوله من وحشي, وبنى دعواه على ان... السبب هو أن وحشي أسودَ وأن هنداً قرشية وهذا كله خطأ. وحش تم قبوله في الإسلا تماما كما تمّ قبول هند وما نزلت بإسلامه آية كهند, وسببُ طردِ النبي عليه الصلاة والسلام له لم يكن لِلونه او عِرقه ولا بسبب قتله لحمزة, وإنما كان بسبب مُجونه وإدمانه إتيان المحرّمات بعد دخوله الإسلام لأن الإسلام يمحو كلّ ما قبله. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا لما يُغضب الله تعالى. وقد حوّل"الحيوان" ولد امخيطير المسالة إلى قضية عرقية, ولا علاقة للأمر بالعِرق ولا اللون. فالنبي عليه الصلاة والسلام هو أول من ساوى بين الأعراق وجعل بلالاً أولَ من يرفع صوته بالاذان. العنصرية نفسُها ذنبٌ لأنها مَدعاة للتفاخر والتكبّر الذي هو ذنب قاتل. ثالثا: اتهم "الحيوان" ولد امخيطير النبي صلى الله عليه وسلم بتفضيل أهل مكة على اليهود في المدينة رغم معاداتهما له ولأصحابه...!!! وسأتكلم عن قصة اليهود في المدينة: كانت هناك أربع قبائل يهودية في المدينة, وقع اليهود والمسلمون صُلحا يضمن السلم للجانبين ويوقف الاقتتال بينهما. قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام إن لهم ما للمسلمين وإن ما على المسلمين فعله هو نفسه ما على اليهود أن يفعلوا. فساوى ...صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود. فكانت له الغلبة وبإمكانه إبادتُهم لكنه... صلى الله عليه وسلم لم يفعل !! إلا أن اليهود نقضوا العهد بعد أن قامو بخلع ثياب امرأة مسلمة وسخروا منها فأثار ذلك حفيظة أحد المسلمين لبشاعة ما رأى فقتل أحدَ اليهود فقام اليهود بقتله, فبلَغ ذلك النبيَّ عليه الصلاة والسلام فبدل أن يقتلهم أمرهم بالخروخ من المدينة وليأخذوا معهمو فأخذو أمتعتهم وما لم يستطيعوا حمله دمّروه. ياله من رسول رحيم !!! لم يأمر بإجلائهم جميعا وإنما تلك القبيلة التى قتلت الصحابي فقط. ثم بعد ذلك همّت قبيلة أخرى بقتل النبي صلى الله عليه وسلم وتآمرت ضده, وبعد أن أراه الله حقيقة مكرِهم اعترفوا بخجَل فتم طردهم كذلك مع السماح لهم بأخذ ما شاءوا معهم إلا السلاح, لأن القبيلة التي أُخرِجت قبلهم استقوت بما سُمح لها بأخذه من سلاح و بدأت تخطط مع القبائل العربية الأخرى للتآمر ضد المسلمين. وهكذا تم الإبقاء على قبيلة واحدة في المدينة. أما القبائل اليهودية الأخرى فكلها خرقت المعاهدة. ثم بعد ذلك تحالف اليهود خارج المدينة مع أهل مكة لغزو المسلمين فقام المسلمون ببناء حصون حول المدينة ولم يبنوا حصنا بينهم والقبيلة اليهودية في المدينة لثقتم بها. لاحقا, تأثر اليهود في الداخل بمخططات اليهود والعرب خارج المدينة فتآمروا معهم وأصبح المسلمون مُحاطين بالأعداء من الجهات. ثم اندلعت خلافات بين العرب واليهود خارج المدينة فانعدمت الثقة بينهم وباءت خِططهم بالفشل. في ظل هذه التطورات, ما تزال آخر القبائل اليهودية تعيش في مكة دون أن يمسّها أحد بسوء. فبعد تواطؤها مع الأعداء لم تعُد ثقة المسلمين بهم كما كانت. فأمر صلى الله عليه وسلم بقتل كل من بلغ الحلُم من الذكور منهم و أسِرِ نسائهم وكان هذا هو الردّ المنطقي الوحيد على تلك الوضعية. ولم يكن ردا اعتباطيا بل هو من عند الله تعالى. لذلك لا مجال للمقارنة بين حالة هؤلاء اليهود و وحالة العرب في مكة. عندما فتح المسلمون مكة, عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن قريش لا لأنه فضّلهم على اليهود و إنما لأنهم قبلو ا الدخول في الإسلام ولم يعد يُخشى منهم أي ضرر محتمَل. الرسول صلى الله عليه وسلم ساوى بين الناس ولم يجعل معيار التفاضل بين الناس على أساس العِرق أو صِلة القربى به عليه الصلاة والسلام. فذاكَ أبو لهب عمٌّه يٌعذب في جهنم, وذا عمه الآخر أبو طالب وهو على سرير الموت يناشده الرسول... صلى الله عليه وسلم أن يقول له كلمةً واحدة يُنقذه بها من عذاب النار يوم القيامة.!! فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون إلى التحيز لادّعى أن ذويه يدخلون الجنة بغض النظر عن معتقداتهم. لقد أجبتُ هذا الأحمق الجاهل ولد امخيطير على اتّهاماته الخاطئة لحبيبنا عليه الصلاة والسلام. و هناك العديد من الردود -غير هذا الذي كتبت - يظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم و أمانته. و في الحقيقة حياته صلى الله عليه وسلم نفسُها رحمة. أي حياة لا تنطوي على محبة النبي عليه الصلاة والسلام فهي لعَمري ليست حياة تستحق أن تُعاش, وأي قلب لا يضخ حبَّ المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو قلبٌ به سقَمٌ. فحيه صلى الله عليه وسلم يجري في دمائنا كجرَيان الدم في العروق.
مقال (باللغة الانكليزية) عيشة منت محمد ولد الطلبة(وزير خارجية موريتانيا السابق).  

ترجمة:الشيخان ولد أحمد السالك

الثلاثاء، 28 يناير 2014

نحن والمسار الحانوتي الحلقة (الثانية) د. الشيخ المختار ولد حرمه

نحن والمسار الحانوتي الحلقة (الثانية) د. الشيخ المختار ولد حرمه
قال الله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}. (التوبة). مما يروى بكثرة من قصص الرجل الصالح حمدن رحمه الله.. أنه قام ذات مرة ليحلب الغنم، فحمل "التاديت" وأخذ برجل كبش، فقيل له : يا حمدن.. هذا كبش لا يمكن أن تحلبه.. فرد بلغته ذات الحمولة المعروفة "فقط.. لتدرك النعاج أنني قادم لحلبها".
قبل أن أبدأ هذه الحلقة، أطمئن من يهمه الأمر أنني سأرد، ولو ردا عابرا، على التساؤلات العامة الجوهرية التي طرحت في سياق الحلقة الأولى من هذه السلسلة..
لقد رأيت ما كتب من التساؤلات الكثيرة عن سر هذا المنعطف الذي اخترته، وعن توقيته.. ولماذا أعاكس التيار وقد تحول إلى إعصار، و في ظل الزعم بأن المعارضة تلاشت وأنها لا توجد اليوم في أحسن مواقعها عبر تاريخها؟ إذا على من أعول في هذا الدرب الجديد، وكيف أتجاوز ما أسماه البعض صورتي السابقة في النظام.. باعتباري حرقت جميع مراكب العودة؟
أولا: لا أظن مقامي بـ"حانوت أدويره" قد خلق لي حالة تألق، وإن كنت أصلا لست من هواة التألق، ولم أضعه في أولوياتي ضمن ما أتصوره خدمة عمومية تعبدية، خالصة لله تعالى و خالية من الحظوظ الذاتية، أقدمها لوطني وشعبي. مع أنني في كل محطة من حياتي السياسية كنت أسمع من يقول لي إنني أحرقت مراكب العودة واحترقت! باختصار شديد لا أظن أن في السياسة مراكب تحرق.. وعودة مستحيلة.. فمراكب الحق لا سبيل لحرقها، و العودة على متنها من ظلمات الوهم و الغي و الباطل إلى مواطن الحق الساطعة  فضيلةٌ ما يُلَقاها إلا من نور الله بصيرته، و اجتباءٌ    {يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم} (المائدة). و لنا في أبينا إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} (التوبة).
ثم إن الشجاع الحقيقي أو السياسي الفعلي هو من لا يرهن نفسه لأشياء صغيرة، وبالتالي يمكنه اتخاذ قراره في كل وقت لاستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. و إذا كان الخطأ فطرة  بشرية فإن خير الخطائين التوابون. وفي هذا المقام  فإني أعلن توبتي في ما فرطت في جنب الله قولا أو عملا، إفراطا أو تفريطا، قصورا أو تقصيرا. راجيا أن أكون من "الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و نعم أجر العملين" (آل عمران) . 
إعلان التوبة هذا موجه بعد الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، إلى إخوتي في المعارضة لما قد صدر مني حينا من الدهر من ما لا يليق بمقامهم الشريف، دفاعا عن قناعة تبين لي لاحقا زيفها إذ كانت مؤسسة على مغالطات و دعاوى تضليلية. ثانيا:أنا لا أعتمد على ما تعرضه ساعات الآخرين، ما دمت لم أضع في ساعتي سوى بوصلة ضميري.
وإذا كنت احترقت، كما قال أو تصور البعض، فإنهم قد يكتشفون لاحقا أنه احتراق من النوع المفيد.. ليس احتراق تواطؤ و لا خيانة و لا تبعية عمياء. فالمحرك الذي يشتعل هو الذي يتحرك.. والمحرك الذي لا يشتعل لا يبشر عادة بخير. هذا شيء يعرفه الميكانيكيون. وللمحايدين و أصحاب القلوب الصافية، و قليل ما هم.. أربأ بهم أن يتصوروا أنني اتخذت هذا الموقف كردة فعل على فقدان وظيفة أو امتيازأنا بفضل الله في غنى عنه. ولم أغذي يوما جسدي بحرام و لا بالمال العام. "لقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون"؟.. و ما أسهل الحصول على ذلك المبتغى لو كان هو فعلا ما يحرك قلمي، أو يغير موقفي، وأنا أتلقى عروضا مفتوحة بوظائف مهمة في الخارج.
لقد دخلت في حلف سياسي على أساس برنامج إصلاحي استهواني و اقتنعت به لمثاليته، (و من خدعنا في الله انخدعنا له). دخلته كشريك فاعل لا أجير و لا إمعة مفعول به.. دخلته عاملا وفيا و نزيها، وناصحا أمينا و موجها بصيرا في كل أمور الدولة.. وكان ردي على الشقيقة الجزائر (وأنا وقتها عضو في الحكومة)، رغم ما أكنه لهذه الدولة العريقة من فائق الاحترام و التقدير، دليل على أنني لا أعبأ بالتبعات الشخصية لمواقفي المؤسسة على قناعتي، خاصة إذا تعلق الأمر بالمصلحة العليا للوطن أو المساس بسيادته و هيبته. و سأعود لهذا الموضوع بالتفصيل إن شاء الله في الوقت المناسب.
أمَا وقد أكدت لي التجربة أن المطلوب لا يتعدى حصر مصالح الأمة في جيب شخصي، فعودوا إلى ما فعل السابقون في الإسلام بأصنامهم بعد أن نحتوها وكانوا يمسحونها ويزينونها كل يوم.
أعود للأمور الجوهرية والتي يمكنها التنوير حول السبل التي يجب أن نسلكها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من "حانوت أدويره" وحتى لا نكرر نفس موقف التعاطف مع "الوكاف" ونشارك في جريمته بإعلان تضامننا اللامشروط معه.
نعم لقد خرجت أبتغي سبيل الهداية الوطنية بعد أن اكتشفت أنني كنت في جوف هبل.. وأنه يستحيل تحويل هيكله إلى مسجد.
وأنا الآن خارج هيكل الصنم، والذي لا يملك من الصنم عفته، على حد تعبير المتنبي، فإنني لست مستعدا لتضليل الرأي العام الموريتاني بطرح أنماط شعبوية افتراضية للتغيير الذي أصبح أمرا ضروريا بل حتميا و مصيريا، و قد هوى بنا سوء التسيير الأحادي المزاجي و التدبير الارتجالي و الذوق الرديء إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الذي ليس بعده إلا التلاشي و التفكك. لا قدر الله. علينا كنخبة سياسية أن نتجاوز وهمية ما يسوق كحلول مثالية، إلى الواقع المرّ الماثل للعيان، والذي يؤكد استحالة التناوب السلمي على السلطة، بعد أن تحولت مؤسسات الجمهورية إلى مغلفات بضائع محشوة بالديناميت في الوطن / الحانوت.
إنني هنا أتساءل عن أي ضمانات يمكن أن تتوفر في موريتانيا للتبادل السلمي على السلطة عن طريق الانتخابات، أي انتخابات، يديرها الطرف المنافس. الاستلام لخدر مظهر من هذا النوع يشبه الاقتناع بمشاركة أسماك القرش الأبيض في حفل للسلام. لأنه من المسلمات البسيطة أن النظام حال كونه خصما و منافسا لا يمكنه أن يكون حكما عدلا على الإطلاق. هذه المغالطة هي التي أفشلت و أفسدت مشروع الديمقراطية في بلدنا. ويريد أولئك الذين يستفيدون من هذا الوضع أن تستمر الحالة على ما هي عليه موهمين أنفسهم برؤية بعض الورود، مع تمام إدراكهم أنها ورود ذابلة أنبتت بين الأشواك الحادة و تتغذى من مستنقع من سموم لا بارد و لا كريم.
أنا، في هذه الحالة، لست مؤيدا لثورة شعبية، ولا لفكرتها، وذلك لثلاثة أسباب:
الأول أن النظام الحانوتي زرع ألغامه بين نسيجنا العرقي والمجتمعي، و حتى الجهوي ليستغلها ساعة الاضطرار وفق القاعدة الشمشونية "علي وعلى أعدائي".
والثاني: أنني لست مقتنعا، إطلاقا، أنه بات لدينا وجود لحالة "وعي عمومي"، من النوع الذي يفرض التغيير الديمقراطي السلمي، رغم وجود نخب متميزة وآلاف الشباب المتعلم الواعي المستعد للتضحية، والمؤمن بقيم الحرية والتنمية، الشباب الحي الذي يحترق بهموم وطنه وأمته وبواقعها البائس في هذا البرزخ المعيشي، الذي تنهب ثرواته من ذهب وحديد وسمك ونفط وغيره، وتروح أدراج جشع و أهواء النفوس الصغيرة السفيهة.
والثالث: أن الثورات بشكلها العامي الراهن أصبحت مطية الآخر (الداخلي و الخارجي) للقضاء على الدولة المركزية، ونتائج الربيع العربي الكارثية كفيلة بأخذ الدرس.
هكذا لا يكون أمامنا فرصة للربح من أي مغامرة تغيير غير محسوبة في بلد تسوده الأمية والعصبية القبلية والعرقية القاتلة.
هنا لا أرى الآن، كما لم أر من زاوية الضفة الأخرى حيث كنت، أن الدعوة للثورة، أو لانتخابات حتى لو كانت توافقية وشفافة سيكون حلا للأزمة التي تعيشها البلاد. لأن الهوة عميقة و أدوات الفوضى أكثر بكثير من أدوات الثورة  في الحالة الأولى، أما في الحالة الثانية، فلا يمكن تصور نتيجة إيجابية لشفافية تقنية للانتخابات، وليس سيناريو رئاسيات 2007 ببعيد.. في تلك الانتخابات الأقل تزويرا في تاريخ البلد، صحيح أن الرئيس وقتها لم يخلف نفسه، لكن النظام لم يفقد الحكم، و هو من دعم ترشحه و ضمن نجاحه  و هو من خلعه.
للأسف الشديد فإن ما نعيشه منذ ديمقراطية "ميتران 1990"، هو أن نخبة واحدة تتصارع بجناحين. وهذا ليس خطأ شائعا نصوبه هنا، بل هو الحقيقة المرة التي عمت بها البلوى.
لا يعني ذلك أن زعماء المعارضة التاريخيين، ومن بينهم مثقفون ووطنيون قطعا، انطلت عليهم الحيلة فوجدوا أنفسهم مرغمين على السير في الجلبة، بل لعله عائد إلى إتقان لعبة النفق البهلواني وإلى رَيْعِية التفكير السياسي الجيبي عند البعض، الذي هو تفكير آلة حاسبة في أحسن الأحوال، بدلا من تفكير النظرة الشمولية لروح الأمة وعائداتها.
أعني هنا بالمعارضة التاريخية كل فريق الإصلاح من خارج النظام ومن داخل دوائره.
في هذه المرحلة، يبدو وكأن المعارضين التاريخيين استسلموا للأمر الواقع، أو بدا لبعضهم بألعاب الحيل البصرية أنه أمر واقع، فقرر البعض منهم اختيار رمزية الموقف التاريخي بدل الاستمرار في عبثية تشريع مرحلة بعد أخرى، فيما آثر البعض الآخر الشعار التليد "خذ وطالب".
تظهر هذه الصورة القاتمة، وكأنها قدر محتوم يطبق على أنفاس التغيير ويمنع مضغته في رحم أحلام الأمة أن تتحول إلى عظام يكسوها اللحم.
ولكن هل الصورة نفسها قاتمة، أم الأجواء من دونها هي الملوثة وغير الصافية بحيث لا تسمح لنا برؤية طريق التغيير من خلال صورة الواقع؟
إن واقع موريتانيا في 9 يوليو 1978 لا يختلف عن واقعها الآن عند البحث عن الكأس المقدسة للتغيير.فجميع دوافع التغيير التي كانت قائمة آنذاك هي نفسها قائمة الآن بشحمها ولحمها ، بل لعلها أدهى. لنستعرض هنا كيف كان التغيير يتم في موريتانيا.. الأمر معروف، لكن المراجعة قد تفيد: أمام حالات الانسداد و الأزمات التي مرت بها البلاد و في غياب وعي مجتمعي يفرض التغيير و التناوب السلمي على السلطة، لم تجد النخب المدنية وقتها,ـ اختصارا للطريق ـ بديلا عن التوجه إلى الجيش، من أجل تحقيق هذا الهدف. هكذا كان السياسي الموريتاني الوحيد الذي فهم لعبة "اختصار الطريق" هذه هو أخي و صديقي محمد يحظيه ولد أبريد الليل أطال الله بقاءه.. وإن عانى هذا المفكر الكبير من "حظ النرد".. ففي كل مرة كان ينثر فيها كنانة النرد العسكري، كانت حبة النرد الأقل أهمية هي من يصعد إلى المشهد. فالذي كان يحدث هو انقلاب داخل الانقلاب: انقلاب على السلطة القائمة للخروج من مأزق النفق المسدود، و انقلاب على مشروع التغيير في زعم غياب نخبة سياسية ذات مصداقية و مهيأة لاستلام و ممارسة السلطة. لذا لم يستفد البلد من الانقلابات المتتالية لأنها لم تحدث التغيير المنشود و لم تكن نتيجتها يوما سوى استبدال شخص بآخر.
هكذا ومنذ العاشر يوليو 1978، وطوال تاريخ الدولة الموريتانية، لم يكن التغيير إلا عن طريق المؤسسة العسكرية و منذ ذلك التاريخ و إلى يومنا هذا، و الجيش الموريتاني يمارس الحكم تارة بمواثيق و لجان عسكرية و تارة تحت يافطة من شعارات الديمقراطية (الدستورية، التعددية، الاقتراع...) هذا التغيير يتم في غالب الأحيان عن طريق دائرة الصف الأول، وهي عادة دائرة صغيرة، من المفترض أن لا يسمح بوجود أبواب و نوافذ فيها. لكن عكس ما هو شائع، ورغم الفقدان الظاهري للأبواب والنوافذ في كل مرحلة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال غلق منافذ التغيير من داخل الجيش و التي تمكن من ربط جسور تواصل بين أفراد من الجيش و أفراد من النخبة المدنيين القادرين على زرع قناعة التغيير. بيد أن هذه الدائرة لا تتحرك عادة إلا حين تقتنع و تتأكد أن كيان الدولة أو أمنها و استقرارها أصبح مهددا أو أنها مستهدفة في وجودها و أن عليها التضحية بفرد لإنقاذ المجموعة.
أما دائرة الصف الثاني، فهي التي تحركت في 8 يونيو 2003، وهي دائرة تصعب السيطرة عليها، بقدر ما أن نتائج تحركها تعتمد أيضا على مستوى من يؤطرها نظريا على فكرة التغيير. الواقع أن النخب السياسية وقعت على مر الزمن في خطئ تاريخي لعدم ربطها لأي صلة بالجيش و اعتباره عدوا و مجرد حارس باب معقل الحكم الفردي بدل اعتباره حارس و راعي مصالح الأمة  و الركيزة الأساسية للدولة.
لا بد من تصحيح هذه النظرة الخاطئة  و الصورة الظالمة لمؤسستنا العسكرية. فيها كما في غيرها من معظم جيوش العالم نخبة من الضباط الأشراف الأكفاء الأذكياء الغيورين على وطنهم أمنا و استقرارا و سمعة و حضارة و تاريخا، المستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيله. إن الإيعاز للجيش، كما نسمع في بعض المناسبات، بمقايضة موقفه من الديمقراطية مقابل تحسين وضعيته ماديا ومعنويا أمر يدعو للضحك.. أن النخبة الديمقراطية، الواعية، المتعلمة داخل الجيش تدرك تماما عبثية التغيير الانتخابي في ظل المنظومة الحالية و هي على مستوى فهم أن الديمقراطية هي أقوى سلاح لدى الجيش ولدى الدولة.. و أن التغيير لا يمكن أن يكون بحجم استبدال شخص بآخر، بل وفق برنامج غير تقليدي عن المصالحة والتحرر والتنمية..  هذا الوجه المشرق و المشرف لجيشنا الوطني دائما ما يتم  اختطافه بمؤامرة سياسية مدنية تقليدية. فكلما فشلت النخبة السياسية في أداء دورها ألقت باللائمة على الجيش الذي هو في نفس الحين أول ضحية للأنظمة الاستبدادية الفردية القبلية، ولمساراتها الحانوتية التقسيطية. لكن  كتب عليه أن يبقى صامتا من غير خرس.
إن موريتانيا ليست بحاجة إلى انقلاب عسكري عاشر بمفهومه المكيانيكي و الذي لن يكون سوى البدل الأعور الذي لن يأتي إلا بما هو أسوء. إذا أين المفر؟ أين السبيل إلى التغيير السلمي الذي يتوق إليه هذا الشعب المسكين؟ كيف القضاء على هذا البعبع الذي يتولد من نفسه و يقضي على كل المحاولات الجادة للإصلاح؟ إن ما أشرت إليه سابقا من عبثية التغيير الانتخابي في ظل المنظومة الحالية لا ينفي عدم القدرة على استغلال الوضع من زاوية أخرى يمكن أن نطلق عليها "الانقلاب الانتخابي" الذي هو عملية سياسية صرفة، تتطلب جاهزية و احترافية سياسية كبيرة.
إننا بحاجة لإعادة قراءة تاريخ الآباء المؤسسين للحضارات العظيمة، وحتى للدول التحررية في القرن العشرين القريب منا جدا.. وهو أمر مفيد لأي نخبوي سياسي يريد الخروج فعليا من لعبة النفق البهلواني. كما يجب أن نتعلم ولو القليل من فن أقصر الطرق و البدائل.. فقد أنفقت أمريكا ملايين الدولارات لحل مشكل علمي عويص واكتشاف قلم يكتب في الفضاء لتمكين رواد الفضاء الأمريكيين من كتابة أبحاثهم داخل مركباتهم، ولكن روسيا حلت المشكلة بسهولة من دون إنفاق دولار واحد لأن رواد الفضاء الروس استخدموا قلم الرصاص. إن للتغيير في بلدنا أكثر من مبرر، لكن إن من دواعيه الملحة هو المنعرج الاستراتيجي الخطير الذي اتخذ فرديا، وبالوكالة عن البلاد دون أن تعلم به أخص دوائر الدولة وأكثرها اطلاعا. و تماما كعدم شعور الكائنات بحركة دوران الأرض، مرت موريتانيا خلال الفترة الوجيزة الماضية بمنعطف شديد لم يشعر به أحد رغم أنه حاد جدا، وسيضعها على سكة مستقبل ملغوم. ما في ذلك من شك.
وهنا علينا أن نجيب عن سؤالين مركزيين:
أولا، هل يمكننا التذاكي إلى حد أننا نستمر منذ أربع سنوات في خداع شركاء الدم والتمويل.. أهلينا و إخوتنا في دول الخليج... ونحن في الحقيقة لا نخدع سوى أنفسنا بالتمكين لإيران في المنطقة، موهمين الحلفاء أننا نخدمهم بعلاقتنا مع طهران، وبأننا عين لهم في الداخل هناك.. والواقع أننا سمحنا لإيران بتمرير أموالها ونشر فطر عقيدتها داخل حقلنا وحقول الجيران.. ومن يجرؤ اليوم على السؤال عن عدد الشيعة في موريتانيا وما يدور في حسينيات نواكشوط، وما يخطط له "حوثيو موريتانيا" هنا، وفي المجتمعات المجاورة التي ينخرها الجوع والفقر والأمية وهشاشة العقيدة، وهي تربة مثالية لاحتضان العقيدة الشيعية في بعدها الصَّفَوِي.
أما السؤال الثاني: ما فائدة عودتنا للانغماس في مستنقع النزاع حول الصحراء.. وهل بإمكاننا السباحة في وحل آسن متشابك إقليميا ودوليا لم تخرج منه الجزائر بكل مكانتها المعنوية والمادية منذ أربعة عقود وحتى الآن؟ لماذا نتصور أن بإمكاننا المساهمة في استنبات ربيع صحراوي، ونستلم الأوامر التي تحدد دورنا في اللعبة القاتلة القادمة.. لعبة احتساء كؤوس السم.
ما يفوت البعض هنا أن الحرب الماضية في الصحراء إبان السبعينات كانت "حرب تغيير حدود"، أما الحرب القادمة فستكون يقينا "حرب تغيير وجود".. في الحقيقة تكفي "شُكوة واحدة" بتعبير ولد بونا.
إن الأمم التي تكون مواقفها ومصالحها الإستراتيجية رهينة هوى متبع و مزاج شخصي ارتجالي، غالبا ما تنهار ديمومتها وتتكبد خسائر كبيرة.. وللحيلولة دون ذلك يلزم، وبسرعة، أن نتحرك، وفي كل الاتجاهات أفقيا وعموديا، من أجل إحداث التغيير لتلافي الكارثة.. التي رصدتها عين "يمامية".

يتواصل