الثلاثاء، 11 فبراير 2014

ردا على مقال ولد امخيطير /عيشة بنت محمد ولد الطلبة


ردا على مقال ولد امخيطير /عيشة بنت محمد ولد الطلبة

أقدم أحمق جاهل يُدعى ولد امخيطيرعلى كتابة مقال بذيء ينسب فيه لجناب النبي [ص ل ع س] صفات تأبى الآذان عن سماعها. لم أستطع تصديق ما سمعت إلا بعد أن وقفتُ على المقال على صفحته الخليعة على الفيس بوك. شكك الغبي في رحمة وعدالة أكثر العالمين رأفة ولطفا. لم أستوعب ان شخصا تربى في الجمهورية الإسلامية يمكنه ان يجرُأ على كتابة مثل هذه الإساءة او أحرى أن تخطر له على بال. لقد تلقّيت صفعة على الوجه عنما ظهرت الحقيقة المُرة ولم أجد سوى أن أقف حائرة, شعرت بالصدمة إلى أقصى... حد. كنت اتوقع انه في مثل هذه الدولة
سيتم اتخاذ إجراءات سريعة ولن يمضي أسبوع على الحادثة إلا وقد سمعنا نبأ قتل هذا المسيء. ولا شك ان هذه فضيحة, ثم مض ىأسبوع آخر ولم تتوقف عقارب الساعة وما يزال هذا المجرم يحاسب على ما قدمت يداه. كان ينبغى أن يُعدم للتّو في أول لحظة ولا أرى أيّ مبرر للتمادي في عدم الإسراع في إعدامه. لا أرى أن أي مسلم في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من الإيما إلا ويعتصره الألم عند قراءة ما كتبه هذا الحيوان. لا يمكن التغاضى عن مثل هذا الفعل ولا أعرف لماذا البعض منا ما يزال هادئ الأعصاب..؟؟ نعم تظاهر المئات وجابوا الشوارع تعبيرا عن غضبهم وامتعاضهم مما حدث, لكن أعداد الحشود ضئيلة جدا مقارنة بالكثافة السكانية للمدينة. كيف لأي مسلم أن ينام مرتاحا وهذا المسيء مايزال حيا يُرزق؟؟؟ كيف لأي أحدٍ منا أن يقوَى على العيش في الجمهورية الإسلامية بينما تتم الإساءة والشتم للنبي [ص ل ع س] في وضح النهار؟؟ كل يوم نذهب إلى العمل والمدرسة ثمّ نعود لروتين حياتنا اليومية وكأن شيئا لم يحدث!!! إذا كنتَ تستطيع إخفاءَ الوجَع والتظاهر بعدم وجوده أصلا, فأنا لا. لا أستطيع ان أبقى جالسة اتفرّج في صمتٍ وقلبي ينزف دما. هل السبب وراء هذا الانتشار الواسع النطاق لهذه القلوب المتحجرة هو ان أص...حابها يصدّقون ولد امخطير في ما افتراه؟؟ وهل ذللك يعود إلى عدم توفّر ردود لدي...هم على اتهاماته الخاطئة؟؟ إذا كان الامر كذلك, فأعتقد انه من واجبي كما هو واجب أي مسلم الرد ُّعلى هذه الاتهامات: أولا: تحدث المسيء عن زينب بنت النبي [ ص ل ع س]وتجرّأ على اتهامه[ص ل ع س] بالتحيز إلى زوج ابنته من بين السجناء الكفار. عندما ألقي القبض على أبي العاص ابن الربيع أرسلت زينب قٍلادتها التي اعطتها خديجة كفٍدية له, و أبو العاص لم يصٍب المسلمين بأي أذىً.خديجة زوجُ النبي [ص ل ع س ]كانت خالة أبي العاص وهذا وحده يكفي لتمييزه عن السجناء ولم يناصب العداء للإسلام ولا للمسلمين. أضف إلى ذلك انه في الإسلام يحِقّ لأي مسلم بغض النظر عن لونه وعِرقه ضمان أسيرٍ أو تأمينه بفكّ أسره لإنقاذ حياته وهذا ما فعلت زينب[رض] لذلك لم تكن بحاجة إلى دفع قِلادتها اصلا. فالنبي [ص ل ع س] استشار اصحابه ماذا يفعل بالسجناء ووضع الخيارَ بين أيديهم. لوكان هناك تحيّز لما قُبِض على أبي العاص أصلا. بالتأكيد, تعلمون أن أبا العاص أسلم بعد ذلك بقليل. تعلمون أيضا أن النبي [ص ل ع س] أقسم في حدّ السرقة "وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" وتعلمون مكانة فاطمة في قلبه [ص ل ع س]. بهذا أكون أجبتُ على الاتهام الأول والذي اجاب عنه[ص ل ع س] بأسلوب لبِق منذو قرونٍ خَلت. ثانيا تحدث الحيوان عن قصة هندٍ و وحش, كما هو معلوم لديكم أن هنداً استأجرت وحشا لقتل حمزة عم النبي عليه الصلاة والسلام وهذا خطأ.لا أحد استأجر وحشاوإنما فعل فعلته من تلقاء نفسه وجاء بجثمان حمزة رضي الله عنه إلى هند, وفي لحظة من الغضب والرغبة في الانتقام عضّت هند بنواجذها على كبد حمزة. ثم أسلمت بعد ذلك وتلقّاها النبي صلى الله عليه وسلم بحفاوة عندما دخلت عليه لتعلن إسلامها. اتهم الحيوان ال...نبي صلى الله عليه وسلم بقبول الإسلام من هندوعدم قبوله من وحشي, وبنى دعواه على ان... السبب هو أن وحشي أسودَ وأن هنداً قرشية وهذا كله خطأ. وحش تم قبوله في الإسلا تماما كما تمّ قبول هند وما نزلت بإسلامه آية كهند, وسببُ طردِ النبي عليه الصلاة والسلام له لم يكن لِلونه او عِرقه ولا بسبب قتله لحمزة, وإنما كان بسبب مُجونه وإدمانه إتيان المحرّمات بعد دخوله الإسلام لأن الإسلام يمحو كلّ ما قبله. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا لما يُغضب الله تعالى. وقد حوّل"الحيوان" ولد امخيطير المسالة إلى قضية عرقية, ولا علاقة للأمر بالعِرق ولا اللون. فالنبي عليه الصلاة والسلام هو أول من ساوى بين الأعراق وجعل بلالاً أولَ من يرفع صوته بالاذان. العنصرية نفسُها ذنبٌ لأنها مَدعاة للتفاخر والتكبّر الذي هو ذنب قاتل. ثالثا: اتهم "الحيوان" ولد امخيطير النبي صلى الله عليه وسلم بتفضيل أهل مكة على اليهود في المدينة رغم معاداتهما له ولأصحابه...!!! وسأتكلم عن قصة اليهود في المدينة: كانت هناك أربع قبائل يهودية في المدينة, وقع اليهود والمسلمون صُلحا يضمن السلم للجانبين ويوقف الاقتتال بينهما. قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام إن لهم ما للمسلمين وإن ما على المسلمين فعله هو نفسه ما على اليهود أن يفعلوا. فساوى ...صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود. فكانت له الغلبة وبإمكانه إبادتُهم لكنه... صلى الله عليه وسلم لم يفعل !! إلا أن اليهود نقضوا العهد بعد أن قامو بخلع ثياب امرأة مسلمة وسخروا منها فأثار ذلك حفيظة أحد المسلمين لبشاعة ما رأى فقتل أحدَ اليهود فقام اليهود بقتله, فبلَغ ذلك النبيَّ عليه الصلاة والسلام فبدل أن يقتلهم أمرهم بالخروخ من المدينة وليأخذوا معهمو فأخذو أمتعتهم وما لم يستطيعوا حمله دمّروه. ياله من رسول رحيم !!! لم يأمر بإجلائهم جميعا وإنما تلك القبيلة التى قتلت الصحابي فقط. ثم بعد ذلك همّت قبيلة أخرى بقتل النبي صلى الله عليه وسلم وتآمرت ضده, وبعد أن أراه الله حقيقة مكرِهم اعترفوا بخجَل فتم طردهم كذلك مع السماح لهم بأخذ ما شاءوا معهم إلا السلاح, لأن القبيلة التي أُخرِجت قبلهم استقوت بما سُمح لها بأخذه من سلاح و بدأت تخطط مع القبائل العربية الأخرى للتآمر ضد المسلمين. وهكذا تم الإبقاء على قبيلة واحدة في المدينة. أما القبائل اليهودية الأخرى فكلها خرقت المعاهدة. ثم بعد ذلك تحالف اليهود خارج المدينة مع أهل مكة لغزو المسلمين فقام المسلمون ببناء حصون حول المدينة ولم يبنوا حصنا بينهم والقبيلة اليهودية في المدينة لثقتم بها. لاحقا, تأثر اليهود في الداخل بمخططات اليهود والعرب خارج المدينة فتآمروا معهم وأصبح المسلمون مُحاطين بالأعداء من الجهات. ثم اندلعت خلافات بين العرب واليهود خارج المدينة فانعدمت الثقة بينهم وباءت خِططهم بالفشل. في ظل هذه التطورات, ما تزال آخر القبائل اليهودية تعيش في مكة دون أن يمسّها أحد بسوء. فبعد تواطؤها مع الأعداء لم تعُد ثقة المسلمين بهم كما كانت. فأمر صلى الله عليه وسلم بقتل كل من بلغ الحلُم من الذكور منهم و أسِرِ نسائهم وكان هذا هو الردّ المنطقي الوحيد على تلك الوضعية. ولم يكن ردا اعتباطيا بل هو من عند الله تعالى. لذلك لا مجال للمقارنة بين حالة هؤلاء اليهود و وحالة العرب في مكة. عندما فتح المسلمون مكة, عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن قريش لا لأنه فضّلهم على اليهود و إنما لأنهم قبلو ا الدخول في الإسلام ولم يعد يُخشى منهم أي ضرر محتمَل. الرسول صلى الله عليه وسلم ساوى بين الناس ولم يجعل معيار التفاضل بين الناس على أساس العِرق أو صِلة القربى به عليه الصلاة والسلام. فذاكَ أبو لهب عمٌّه يٌعذب في جهنم, وذا عمه الآخر أبو طالب وهو على سرير الموت يناشده الرسول... صلى الله عليه وسلم أن يقول له كلمةً واحدة يُنقذه بها من عذاب النار يوم القيامة.!! فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون إلى التحيز لادّعى أن ذويه يدخلون الجنة بغض النظر عن معتقداتهم. لقد أجبتُ هذا الأحمق الجاهل ولد امخيطير على اتّهاماته الخاطئة لحبيبنا عليه الصلاة والسلام. و هناك العديد من الردود -غير هذا الذي كتبت - يظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم و أمانته. و في الحقيقة حياته صلى الله عليه وسلم نفسُها رحمة. أي حياة لا تنطوي على محبة النبي عليه الصلاة والسلام فهي لعَمري ليست حياة تستحق أن تُعاش, وأي قلب لا يضخ حبَّ المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو قلبٌ به سقَمٌ. فحيه صلى الله عليه وسلم يجري في دمائنا كجرَيان الدم في العروق.
مقال (باللغة الانكليزية) عيشة منت محمد ولد الطلبة(وزير خارجية موريتانيا السابق).  

ترجمة:الشيخان ولد أحمد السالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق