السبت، 16 مارس 2013

العلامة محمد سالم ولد المحبوبي

 العلامة محمد سالم ولد المحبوبي :

محمد سالم ولد المحبوبي هو العلامة الذي لا يجهل القاضي والمدرس بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، ولود في ربيع الأول (1354هـ/1935م) في بلدة لعليب (بئر انتوطفين) بمقاطعة واد الناقة، ولاية اترارزة.

نشأته العلمية

لد العلامة محمد سالم ولد المختار بن المحبوبيمن من أبوين كريمين وسط محيط علمي يكاد ينحصر همه في استهلاك الثقافة المحظرية وإنتاجها؛ اعتني به والده العلامة المختار فدرس عليه القرآن الكريم، ونال الإجازة في القراءات، ثم بدأ بقراءة المتون المدرسة في المحظرة الشنقيطية مثل كتاب ابن عاشر، ألفية ابن مالك مع الطرة، مختصر خليل، إضاءة الدجنة..وحتى المتمات مثل الطيبية في علم المنطق، والكوكب الساطع وعقود الجمان وكلاهما للسيوطي.. إلى أن تبحر في العلم ولما أنس منه والده الكفاءة المعرفية جعل يحيل إليه إفتاء العامة وحل إشكالات الخاصة؛ حيث توجد بعض فتاويه وهو في سن العشرين وكان إلى جنب والده يعقد مجالس للإقراء.

توليه القضاء

دخل القضاء هو وزميلاه: القاضي محمد المصطفى ولد أحمدو، والقاضي محمد ولد يوسف، سنة 1974م، وتم تعيينه رئيسا لمحكمة مقاطعة واد الناقة، ولم تتجاوز أحكامه خلال فترة توليه القضاء ثلاثة أحكام، والباقي يقنع فيه بالصلح، وقد ظل في تلك الفترة يتطلع إلى اليوم الذي يتخلص فيه من عبء القضاء، وبالفعل جاء ذلك اليوم حيث تم انتدابه مدرسا بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، بعد افتتح سنة 1979م وأسند إليه تدريس مختلف علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، وما زال الناس إلى اليوم يذكرون زمنه أستاذا في المعهد العالي ويروون قصصا عن غزارة علمه وتميزه رحمه الله،

شعره

تميز العلامة بامتلاك ناصية القريض فحاز شاعرية فذة ندرت أن توجد في أمثاله من العلماء، و تنوعت أغراض شعره بين المديح والنسيب والفخر والتقريظ، دائرة جميعها في فلك علاقته وأحداث عصره، فقد مدح رجال العلم، وقرظ مؤلفات أصدقائه من علماء بلاده، وارتبط نسيبه بمفردات بيئته التي شكلت مدار القصيدة عبر التشبيهات المنتزعة منها، ولغتها التي تكاد تشكل معجما خاصًا لهذه القصائد مستمدًا بعض مفرداتها من معجم الغزل التقليدي في القصيدة العربية القديمة، و من إنتاجه الشعري:
  • تَبَدَّى بـدورٌ سِرْبُهـا وسَرابُهــا - بِرَيْعَةِ جَمْعِ القَيْنِ بـاد خَرابُهــــا
  • ديـارٌ بـهـا غُصْنُ الـتّواصلِ يانِعٌ - ولم يـتكلّمْ بـالنُّعـاب غُرابُهــــا
  • وأشـربُ كأسَ اللّهو والدّهْرُ معجبٌ - بما فـيه واحلـولى إلـيَّ شـرابُهـا
  • ونـادمت شُمّا كالحـريرِ طباعُهُمْ - وأحزان قلـبـي عـندهـا قلَّ رابُهـا
  • فَكَرَّتْ على القلب الهمومُ مـنَ اجْلها - وأنشدْتُ كـي يـنزاحَ عَنِّيَ رابُهـا
  • بِلادٌ بها نيطَتْ علـيَّ تمـائمـي - وأولُ أرض مسَّ جِلدي تـرابُهــا

مؤلفاته

على الرغم من مشاغل التدريس و الأدوار العلمية التي قام بها كان للعلامة ولد محبوبي العديد من المؤلفات والشروح والمحاضرات، نذكر منها على سبيل المثال:
  • أمراء الترارزة مقارنة بملوك المغرب، تحقيق إبراهيم بن محمد الأمين، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة نواكشوط 1997م.
  • محاضرات في علوم القرآن.
  • نظم القراء العشرة ورواتهم.
  • محاضرات في علم الأصول.
  • أنظام في العقائد.
  • الأجوبة الكبرى.
  • نظم كتاب الحلال والحرام، للدكتور يوسف القرضاوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق