الأربعاء، 20 مارس 2013

الدكتور: الشيخ ولد محمدالمختار الطلبه( بتار) ماذا استفنا من التعريب؟

ماذا استفنا من التعريب؟

  الدكتور: الشيخ ولد محمدالمختار الطلبه( بتار)

بسم الله الرحمن الرحيم

((قبـــــــس ))
إن كل أحزاننا تعود إلى أمر من اثنين : افتقار إلى حب أو افتقار إلى مال

"ماذا استفدنا من التعريب؟ "

لقد كانت لفتة جميلة وثورة قومية عظيمة عندما أعلن السيد الرئيس معاوبة ولد سيداحمد الطايع ، إحياء اللغة العربية من جديد وكلغة وحيدة لهذا الشعب المتأصل في العروبة ولأن ذلك النداء جاء من عزة نفس وإباء لرجل غيور على وطنه وأمته ولغته لما هو معروف عن العربي من أصالة وجميل تربية والأنفة والاعتزاز بالنفس وعدم الرضى والقبول بالضيم والإهانة  ، وتاريخ العروبة يزخر بأمثلة كثيرة وقصص من البذل والعطاء والكرم والنبل ..إلخ فقد ظهر جليا مدى حرص السيد الرئيس على تنفيذ أوامره ليرد لهذا البلد تاجه الذي قد سلبه منه المستعمر وبعده المتعاملين معه ... ولقد كانت فرحتنا لا تقدر بثمن خاصة أن أغلب الجيل الجديد والقديم لا يتقن سوى اللغة الأم لما ورثه من المحاظر والمدارس البدوية .. إلا أنه ما كدر فرحتنا هو أن أغلب الذين يمثلون هذا الوطن في الخارج لا يستطيعون نطق جملة عربية صحيحة سيان في الميدان الفني أو السياسي أو الرياضي اللهم إلا الأدبي وذلك ما يعزز المقولة التي تنزعج لها بأننا لسنا عرب والتي تصك مسامعنا في كل مكان ، راجيا أن لا يفهم من كلامي هذا بأنه ولع باالجامعة العربية التي لم نورث منها سوى الذل والعار وعدم الإهتمام بنا وتهميش دورنا في المجتمع الدولي ، لا والف لا ، وإنما هو انطلاق من حرصي على غوص مجتمعي في الديانة الاسلامية وأن يغرف من معينها الذي لا ينضب كل العلوم والمعارف التي تساعده على تذليل الصعاب في هذا العالم المتقلب ، ولأكون صريحا أكثر فيما أريد أن أقول فسأورد هذا المثال من بين ملايين الأمثلة فقد قرأت في أحد أعمدة صحيفة تونسية وهي تعلق على أحداث مباراة جمعت بين فريق الحرس الوطني وأحد الفرق التونسية مايلي : " عندما تقدمت لأحد أعضاء الفريق الموريتاني لإجراء حوار صحفي معه عن تخميناته لنتيجة المباراة رد علي باللغة الفرنسية بأنه لم يعرف معنى ما قلت له " فاستغربت من كون الصحافة التونسية هي التي تكتب ذلك بالرغم من أن الشارع والمكاتب في تونس أغلب كلامهم العامي فرنسي ، إلا أنه لم يغب عن خلدي بأن أي تونسي خرج من بلده يتكلم لغة عربية فصحى وبدون أي شوائب سيان الرياضي أو السياسي... فهل لا على الأقل كنا مثلهم  ، وإن كنت يدعون لتعلم اللغة الأجنبية لأن كل العلوم حاليا بها إلا أنه ليس على حساب اللغة الأم وأرجوا من السلطات المعنية أن تنظر لهذه النقطة بعين مجهرية فإذا كانت أنشطتنا الخارجية من حيث المشاركات ستكون على حساب لغتنا وتراثنا فالأفضل لنا أن لا نشارك وخصوصا أننا لم تنتج أي فوائد منها زيادة على استغلال الأموال التي "ستبذر فيها" في منافع عامة وليكن معيار الاختيار لتمثيل دولتنا ينظر أولا إلى الإلمام باللغة العربية ولن تفقد من تتوافر فيه تلك الشروط إلا أنها تتطلب من تهمه جيدا ويملك غيرة قوية على وطنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق