الأربعاء، 20 مارس 2013

ترجمة سيدي : الشيخ بن خيري حفظه الله


ترجمة سيدي : الشيخ بن خيري حفظه الله

 سيدي الشيخ بن خيري حفظه الله


 إعداد : الدكتور:الشيخ ولد محمدالمختار الطلبه( بتار)


بسم الله الرحمن الرحيم   وصلى الله على نبيه الكريم
هكذا وردت ترجمة سيدي الشيخ ولد خيري حفظه الله في كتاب المؤلف : الشيخ محمد ولد الشيخ عبد الله التجاني ، المسمى (رجال وأدوار في ظل صاحب الفيضة التجانية- الملف الموريتاني) وهو من إملاء الأستاذ محمد الحافظ ولد محم.
الشيخ بن خيري
هو صاحب الفضيلة والهمام النحرير السيد الشيخ بن سيدي بن خيري ، فرد زمانه ، المجلى في ميدانه ، صاحب الخصال النادرة ، جمع بين الشريعة والحقيقة فكانت له القدم الراسخة في كل ذلك ، نشر الطريقة التجانية والفيضة الابراهيمية في كل أصقاع العالم من إفريقيا غربا إلى السعودية شرقا فهدى الله به عشرات الالاف من البشر إلى هذا الدين الوسط ،  كما استقطب الكثير من الناس للتناول من مائدة المعارف الإلهية التي فجر معينها صاحب الفيضة الشيخ ابراهيم انياس .
وقد عرف عن الشيخ بن خيري من السجايا والخصال ما أهله ليتبوأ هذه المكانة المتميزة فهو صاحب الأخلاق الفاضلة ، كريم جواد ، يرفع الكل ويعين على نوائب الدهر ، مقر للضيوف ومكرم للجيران ، يصل الرحم ويحسن إلى المحتاج ، شهم ، أبي ، لا تأخذه في الله لومة لائم ،
ولد الشيخ بن خيري سحر الإثنين 22 شعبان 1373هـ الموافق الـ26 ابريل 1954 قرب بلدة الجرارية التي يوجد بها أكبر مدافن العلويين في الجنوب الموريتاني حيث يرقد الشيخ احمدو بن الشيخ محمد الحافظ الملقب (منَ) والمتوفي 1325هـ والسيد احمد ولد بد المقل (آبَ) المتوفي 1322هـ وغيرهما من الشيوخ والعلماء الأجلاء..
وقد تزامن مولد الشيخ مع زيارة الشيخ ابراهيم الثانية ( للعكَل) فباركه ودعا له ..
نشأته :
تربى الشيخ بن خيري في جو علمي متميز، فقد رضع لبنا خالصا تخالطه المحبة وبعد النظر والأهلية الأزلية ،هذا في صغره ، أما في طفولته فقد تعهد بالذكر الدائم والمجالس العطرة فشب- بحسب شهادة معاصريه- في طاعة الله لم يسترع انتباهه ما شغل اهل عصره من سفاهات وطيش شباب وإنما المجالس والذكر والمذاكرة مع ما يتطلبه الظرف من تحصيل للعلوم الشرعية وأخرى عصرية ، ولاغرو في ذلك فأسرة الشيخ هذا ديدنها .. رهبان بالليل فرسان بالنهار.
وقام بتحصيل العلوم الشرعية واللغوية ، كما قام في نفس الوقت بتحصيل العلوم العصرية حيث دخل المدارس العصرية وتخرج منها مدرسا موهوبا.
تربيته وتصده للدعوة إلى الله:
تربى الشيخ في أحضان الفيضة التجانية فأخذ المعارف عن سيدي محمد المشري الذي صحبه كثيرا إلى مدين حيث الشيخ ابراهيم لتلقي النفحات الربانية ، لتبدأ بعد ذلك مسيرته مع المعارف الإلهية والتي كانت والدته عميدة مدرستها بتزكية من محمد المشري .
وقد ظهرت فيه بوادر النبوغ المبكر في هذا الميدان سمع ذلك صراحة او تلميحا من أهل هذا الفن حتى أصبح لايبارى إلى حد أن المشري أصبح يباهي به وهو إذ ذاك في عقده الثاني من العمر
وفي سنة 1975 تشاء الحكمة الإلهية ان يوارى جتمان محمد المشري الذي رافقه الشيخ كثيرا حتى في آخر لحظاته في هذا الوجود ، ثم تغيب بعدها صورة الشيخ إبراهيم صاحب الفيضة ، فلاحظ عمداء المدرسة الذوقية وغيرهم أن الشيخ يفوقهم في مجال المعارف فأحكموا له البيعة ، وعندها تصدر للتربية ، بما لديه من تقاديم الشيخ إبراهيم نياس وسيدي علي سيس وسيدي الحاج عبد الله ولد الشيخ وسيدي محمد المشري ووالده سيدي بن خيري وخاله الأستاذ احمد ولد آد.
وفي إبربل من سنة 1978 أسس قرية ببكر الواقعة 40 كلم شمال اركيز ( الجنوب الموريتاني ) وبذلك بدأت مسيرة ببكر الفيضة . وتوضع اللبنات الأولى للتعمير والبناء لإعداد مجتمع صالح على تقوى من الله ورضوان ، فتبدأ ببكر القرية الهادئة الوديعة القابعة بين تلين رمليين تستقبل أنصار ومريدي هذا الشيخ بالآلاف حتى أن منهم من لا يفارقه إلا مكرها مصداقا لقولة الشيخ في المريد : (وإن منهم من لايأتي زوجته إلا بالإذن والإكراه)، ومع هؤلاء تنتشر رسالة الفيضة ومبادئ المدرسة الذوقية في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا ، فيؤدي الشيخ الرحلات بدعوة من هؤلاء ليرسخ هذا الهدي ويوجهه ، مبتغاه في ذلك وجه الله :
علم خالقي بأن سفري     ما فيه حظ من حظوظ البشر
فأقبل عليه الإخوان والأحباب من جميع المناطق والبلدان ( موريتانيا ، السنغال ، غامبيا ، ساحل العاج ، بنين ، مالى ، السعودية فرنسا ، المغرب وتونس..) تردد إلى بيت الله الحرام والمسجد النبوي عشرات المرات إلى الحج والعمرة والزيارة . وقام بعدة رحلات إلى عدة أقطار في نطاق الدعوة إلى الله مكنت من اعتناق آلاف الوثنيين للدين الإسلامي وأكثر من ذلك للطريقة التجانية والفيضة الإبراهيمية خاصة في بنين والغابون والكونغو حيث انتشرت بينهم الفيضة التجانية الإبراهيمية.
وقد اتبع الشيخ أساليب في الدعوة إلى الله كان الشيخ إبراهيم نياس قد أسسها وهي التكثيف من تنظيم المواسم والتظاهرات العلمية ، كفرصة للتزاور في الله والتحابب في الله وحضور مجالس ذكر الله حتى تصفوا القلوب وتزداد المعارف في الله.
وللشيخ بن خيري إنتاج شعري يتناول أغراض المديح والأذواق والابتهالات والتضرعات ، ومن ذلك قصيدته التي مطلعها :
مابال دمعك موهنا يتدفق     والجسم ينحل والفؤاد يمزق
واستغاثته التي كانت على حروف : (ويتوب الله على نمن يشاء) ، وذلك تتبعا لقصيدة الشيخ ابراهيم نياس وفق حروف : (ويشف صودو قوم مومنين )و كذلك استغاثة سيدي محمد المشري وفق حروف (ويذهب غيظ قلوبهم).
والده :
والد الشيخ بن خيري هو الولي الكامل ، العارف بالله ، الواصل ، العالم ، العامل سيدي عبد الله بن الخليفة احمد فال بن سيدي عبد الله الملقب خيري . ولد سنة 1318م الموافق 1900م في منطقة ( العقل) بمقاطعة اركيز ( موريتانيا)
حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم اللغوية والشرعية ثم أخذ الطريقة التجانية على يد خاله العلامة محمد المختار بن احمد فال . قدمه الشيخ محمد الامين ولد بدي ثم الشيخ بنعمر بن الشيخ التجاني قبل أن يلتحق بالفيضة ويجد الفتح الأكبر على يد الشيخ ابراهيم نياس ليصبح بعد ذلك من اكابر مقدميه وخلفائه في موريتانيا ، ذكره الشيخ ابراهيم في رحلته الموريتانية بقوله :
كذاك عبد الله نجل خيري    وصنوه توسطوا في الخير
وذكره السيد محمد المشري في نظمه لرحلة الشيخ إلى المغرب بقوله :
كذاك سيدي نجل خيري قد اتى     وحبهم في الشيخ كلا ثبتا
 توفي رحمه الله في 17 يوليو 1991م في ببكر ودفن بها.
والدته :
والدة الشيخ بن خيري هي العارفة بالله تعالى الواصلة والعالمة العاملة سيدتي فاطمة الزهراء بنت آد الملقبة (داي) ولدت حوالي 1918م في ضواحي علب آدرس بمقاطعة بتلميت (موريتانيا).. حفظت القرآن الكريم وحصلت علوم السيرة النبوية وسائر العلوم الشرعية ، وقبل ان تأخذ الطريقة التجانية في العشرين من عمرها ..
اتصلت بالشيخ ابراهيم نياس حوالي 1943م وفتح عليها ، وواصلت سيرها في الله، وتميزت بمحبتها ومعرفتها ، ورافقت المشري في دربه إلى الشيخ ابراهيم نياس..
كانت تباشر تربية المريدين لكشف الحجاب بأمر من سيدي محمد المشري وكذلك كانت مع الشيخ بن خيري في ببكر ، توفيت في 21 يونيو 2004م ودفنت في ببكر.
إخوته :
للشيخ بن خيري من الإخوة ثلاثة بارك الله فيهم وهم :
-         الأخ الأكبر العارف الواصل والعالم العامل والشاعر المفلق السيد محمدو يحي بن خيري ولد حوالي 1936م في بلدية علب آدرس بآشوير قرب انفني، مقاطعة  بتمليت (بتلميت) ( موريتانيا ) .
حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية واللغوية قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي ويتبوأ عدة مناصب في التعليم والتوجيه الإسلامي .. التحق بالفيضة في الستينات من القرن العشرين حيث بدأ يزور الشيخ إبراهيم نياس ويمدحه في المناسبات ويذب عن الطريقة وعن الفيضة... حصل على الفتوحات الربانية والتقاديم التجانية..
صدرت له دواوين في المديح النبوي مطبوعة. ولد ديوان في الرد على الزمزمي النويصري ملحق بردود سيدي محمد المشري عليه ، وله انظام منها :
·       شذور الجمان في التوسل بسور القرآن
·       والقبس الأسنى بالتوسل بأسماء الله الحسنى
·       ومقتنص الحكم في التوسل بحروف ( ادعوني استحب لكم )
-         الأخ الكبير العارف الواصل والعالم العامل السيد محمدي بن خيري.. ولد سنة 1944م في بلدية علب آدرس بمقاطعة بتلميت ( موريتانيا) شمال انفني ( المقبرة التجانية المعروفة) .
حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي ..  تخرج من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وتبوأ عدة مناصب في قطاع التعليم ( إدارة مؤسسات على مدى 26 سنة في جميع أنجاء الوطن)
التحق بالفيضة في الستينات من القرن العشرين ، حيث بدأ يزور الشيخ إبراهيم نياس ، وحصل على الفتوحات الربانية والتقاديم التجانية.. له كتابات في معرفة الله تبارك وتعالى والرد على شبهات المنكرين ( من أهل الحلول والمجسمة).
نشر الفيضة الإبراهيمية خاصة في المغرب وتونس والحجاز.
-         الأخ الكريم العارف بالله الشاب الرابح الدكتور محمد الأمين بن خيري.. ولد سنة 1964م في بلدية برينا مقاطعة اركيز (موريتانيا).. حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية موازاة مع العلوم العصرية التي حصل منها على الدكتوراه في مجال الطب سنة 1992م وعلى شهادة التخصص في الأمراض الأنتابية سنة 2002م .
أخذ الطريقة مبكرا وفتح عليه في نطاق الفيضة الإبراهيمية ..
والآن يشغل وظائف دولية ( منسق مشروع مكافحة الملاريا بموريتانيا)
-         وللشيخ بن خيري من الأخوات أربعة بارك الله فيهن أكبرهن المرحومة مريم نفيس التي تحملت مع والدتها مسؤولية التربية بجدارة (من مواليد 1939م وتوفيت رحمها الله في 28 يونيو 2007م). وتلي مريم نفيس رقي ثم خديجة فعيشة وكلهن عارفات بالله منعشات لمجالس ذكر الله ومربيات ناصحات.
تنويه : (اللقب أمام الإسم ليس موجودا بالكتاب وإنما وضعته أنا لأجل معرفته ممن لايعرف الإسم الرسمي)
لقد ورد في هذا الكتاب تراجم لبعض أصحاب الشيخ بن خيري وهم : أحمد ولد سيدي احمد ولد آد (الأستاذ) و محمد المختار بن حندي( حندي) وعبد الرحمن بن المداح ومنتقى صو وعبد الله ولد الرباني( الداه) ومحمدي بن الناه ومحمد محمود بن اكاه(امود) ومحمد يحي بن ابراهام ومحمد فال بن المجتبى (اباه) واحمدو بن محمد الحافظ(احمدو ولد الطلبه) وعبد الله بن فتى (احان) والأشياخ ولد الشيخ محمد عبد الرحمن وطه لي و عثمان لي واحمد فال بن يوسف وإسماعيلا جا واحمدو فال بن البشير وهارون صو وألفا عثمان صو كنل و عالي كا.

هناك تعليق واحد:

  1. رضي الله تعالىى عنه و ارضاه و نفعنا ببركاته

    ردحذف