الجمعة، 15 مارس 2013

العلامة محمد ولد سيدي يحي :

العلامة محمد ولد سيدي يحي :



محمد ولد سيدي يحيى هو الداعية والواعظ الموريتاني المشهور، والأستاذ في معهد ابنعباس، يلقب (بكشك) موريتانيا نظرا للشبه الكبير بينه وبين الداعية المصري عبد الحميد كشك، في طريقة الوعظ التي تعتمد على البساطة وتخاطب شرائح الاقل حظا في التعلم وقد بلغت شهرته كل بيت موريتاني وكانت اشرطته تعد جزءا لا غنى عنه في سيارة الاجرة (التاكسي) في موريتانيا.


نسبه محمد بن الشيخ محمد المصطفي، بن محمد عمار (بوب)، بن سيدي يحيى، بن عبد الرحمن (آب)، بن المختار بن عيسي بوب، بن محمد بن باب المصطف بن باب أحمد بن سيدي ببكر (التائب من ذنوبه الأمسي) من قبيلة مسومة إحدى معاقل العلم الكبيرة في موريتانيا، ولد قبل استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية سنة 1960م، في المنطقة الوسطى شمال مدينة كيفة تربى في حضن والده الشيخ محمد المصطفى ولد سيدي يحيى وفي محظرته التي كانت مشهورة في المنطقة بتدريس القرأن الكريم وعلومه والفقه المالكي.

حياته

بعد وفاة والده انتقل إلى العاصمة نواكشوط عام 1978م، فالتحق بمعهد الرابطة للدراسات القرآنية ودرس فيه، فأخذ الإجازة في العلوم الشرعية، والتقى بشيوخ كبارفتأثر بما يحملونه من علوم ومعارف،ثم نظر إلى الأوضاع الفكرية والسياسية والاجتماعية فوجد الساحة في ذلك الزمن تغلوا غليانا شديدا وتتصارع فيها القضايا المعاصرة بسلبياتها وإيجابياتها مع مظاهر التحلل الخلقي والتفسخ من التدين في قطاعات عريضة من الشاب فأخذ علي عاتق مهمة التغيير.

دعوته

فبدأ خطواته الأولى بكلمات عابرة يعلق فيها على مظهر معين ينافي الذوق العام للمجتمع، ويخالف مسالك المتدينين، ويوصف المتعاطي له بقلة الحياء والخروج عن المألوف من العادات المرعية والأعراف الشرعية المتعارف عليها في التقاليد الإسلامية، فأخذه الحديث في مثل هذه المواقف شيئا فشيئا حتى اكتسب الجرأة الخطابية وشعر بإقبال الناس على حديثه واستحسانهم لما يبديه من ملاحظات وانتقادات، ثم درس في هذه المرحلة في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وتخرج منه بتحقيق رسالة كتبها أحد أعلام البلد وهو الشيخ سيديا الكبير، عن وجوب تعلم النساء وتعليمهن، وتوطدت صلته بالعاصمة نواكشوط وبعلمائها وطلابها وشبابها وقاطنيها، فاندفع في الدعوة إلى الله مركزا على النواحي الآتية:

  1. وجوب التعليم والتعلم وفرضية الدعوة إلى الله على الجميع كل حسب علمه واستطاعته قائلا: إن الدين للجميع والخطاب فيه للعموم...
  2. اعتنى عناية خاصة بتوعية فئات عريضة كانت منسية في المجتمع الموريتاني من التعليم ومحرومة من ممارسة الحياة العادية الكريمة، فتصدى لهم وخاطبهم بما يفهمون حيث استعمل في دروسه العامة "اللهجة الحسانية الدارجة" وعبر للعوام بعباراتهم واستعمل أمثالهم وكنايتهم وحركاتهم واستعاراتهم ونبرات أصواتهم حتى غلب هذا الصنف من الناس على مجلسه أو مجالسه ورأوا فيه المعلم الناصح الذي يريد أن ينتشلهم بعدما أهملهم غيره وترفع عليهم الآخرون من ساداتهم ومتعلمي بلدهم.
  3. اهتمامه بتعليم النساء وتوعيتهن ونفَّر أولياء أمورهن من سوء عاقبة إهمالهن في جهلهن وإطلاق الحبل لهن في الأسفار والخوض في الأسواق أو تركهن نهبة للذئاب الجائعة والضائعة من مرضى القلوب والنفوس الطامعين في إفساد الدين والأعراض والشرف، واستعمل في ذلك الأدلة الشرعية وما كان عليه السلف الصالح من عناية ورعاية للمرأة لما في ذلك من عونها على إصلاح نفسها وأطفالها قائلا: إن في البلاد عقولا منكوسة مقلوبة الفطرة تسأل عن حضور المرأة للدروس وشهود الجماعة في المساجد ولا تسألها أين سافرت ولامع من كانت ولا تراقبها في خروج ولا ولوج إلا إذا كانت ترغب في حضور الخير وتعلم الدين تأتي لتسأل عن جواز ذلك وعن حكمه في الشرع، وقد نفع الله به في هذا الجانب حيث تدين الكثير من النساء وتعلمن وأطعن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق